الخميس، 10 ديسمبر 2020

قصة الأرملة الهندية روشني والعجينة الحمراء

 

قصة الأرملة الهندية روشني والعجينة الحمراء  

  


 

منذ زمان بعيد وفي أحدى القرى الهندية, كانت هناك أمرأة أرملة أسمها روشني تسكن بالقرب من شاطئ البحر.

 

وكانت روشني تصنع كل يوم عجينة حمراء, تستخدم في سد التصدعات والشقوق التي تحدث في مراكب الصيادين والتجار مقابل روبية واحدة ( روبية هي عملة هندية )فتشتري بها  طعاماً لصغارها وتحمد الله على ذلك.

 

 وذات يوم صنعت روشني العجينة وذهبت بها الي الشاطئ كالمعتاد, وأذ بطائر الغراب يخطف العجينة ويطير بعيداً, فبدأت روشني تبكي وتنوح وتتذمر على الله وتندب حظها وحظ صغارها, وتقول لماذا يارب؟ 

 

فأن صغاري سيموتون جوعاً, لأنني لا أملك إلا هذه العجينة والغراب قد سرقها.

 

فبعد ذلك ذهبت روشني الى الكنيسة التي في القرية وسألت الكاهن هناك.
 
فقالت له: أريد أن أسألك سؤال فقال لها: أسألي ! فقالت : لماذا الله ظالم هكذا ؟ لماذا سمح الله بأن يحدث هذا معي؟
 
فنظر إليها الكاهن بأبتسامة عذبة وقال: كل ما أود قوله لكي هو بأن الله ليس بظالم أبداً, بل الله يحبك أكثر مما تتخيلي وحنون أكثر مما تتصوري.
 
 
 فأنتي لا تعرفين حكمة الله ولا تدابيره ولا ترتيبه للأمور.
 
وفيما هم يتكلمون, وإذ بطرق شديد على باب الكنيسة, فدخل عشرة رجال يهللون ويصرخون ويشكرون الله بصوت عالي من شدة الفرح.
 
 قائلين شكراً لك يارب لأنك نجيتنا من الموت, شكراً لك يارب لأنك لم تدعنا نهلك.

فكلمهم الكاهن فقال: قصوا علينا ما حدث معكم !
 
فتكلم أحدهم فقال: نحن عشرة تجار وكنا اليوم نستقل مركبنا التجاري, وفي عرض البحر تصدع المركب وبدأ الماء يتسرب الى داخله, وكدنا نغرق.
 
 فصرخنا الى الله أنقذنا يارب! أنقذنا! 
 
وسيعطي كل واحد منا مئة روبية للفقراء والمساكين أذا تنجينا.
 
ونُفاجأ بطائر الغراب يحمل معه عجينة حمراء التي تعالج تصدعات المراكب, وألقاها علينا في هدوء ونجونا.
 
وها هي الف روبية, من كل واحد منا مئة روبية, خذها وأعطها للفقراء!
 

 فنظر الكاهن الى روشني مبتسماً قائلاً: تفضلي!
 
 الله الذي كنتي تظنيه ظالماً قد أشترى منكِ العجينة بألف روبية بدلاً من روبية.
 
 خذي الألف روبية وأذهبي أطعمي صغارك !
 
 
فالعبرة من هذه القصة هي:
 
قد نظن أحياناً بأن الله ظالم وأنه يكرهنا, عندما نراه يأخذ منا شيءأو يبعد عنا شيء, ولكن الحقيقة ليست كذلك.
 
 فالله عندما يأخذ شيء منا أو يبعده عنا, يكون هذا لخيرنا, فليس هدفه أن يؤذينا بل أن يعطيناأفضل من الذي بين أيادينا.
 
 
 
بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...