‏إظهار الرسائل ذات التسميات ما هو المفهوم المسيحي عن الإجهاض ؟. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ما هو المفهوم المسيحي عن الإجهاض ؟. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 28 مايو 2023





ما هو المفهوم المسيحي عن الأجهاض؟


المقدمة:
قبل كل شيء نود أن نقول : بأننا نعلم جيداً بأن هذا الموضوع ( موضوع الإجهاض ) هو موضوع حساس جداً ومؤلم أيضاً بالنسبة لناس كثيرين, وخاصتاً بالنسبة للنساء اللواتي أجروا عمليات الأجهاض.
وهدفنا من التكلم عن هذا الموضوع, ليس هو أدانه للنساء اللواتي أجهضن, أو جرح مشاعرهم أطلاقاً, بل هدفنا هو أنقاض حياة الملايين من الأطفال الذين يقتلون سنوياً بسبب عمليات الأجهاض.

فدعونا الآن أن نتكلم عن الإجهاض وعن المفهوم المسيحي حول هذا الموضوع.

الإجهاض: هو التخلص من الجنين من داخل رحم الأم. وهذا الفعل يجعل من الأم أنسانة قاتلة ( أن فعلت ذلك عمداً ), ويجعل كل شخص يشجع الأم أو يساندها أو يجبرها على الإجهاض إنسان قاتل أيضاً, ويعتبر حتى الطبيب الذي يقوم بأجراء عملية الإجهاض للأم الحامل إنسان قاتل.

ما هي مشيئة الله بخصوص الإجهاض ؟
فقد ذكر في الكتاب المقدس وفي سفر الخروج بأن الله يعتبر أن التسبب بموت طفل وهو لا يزال في رحم أمه خطيئة, ولقد أوصى الله بمعاقبة كل من يتسبب بموت الطفل وهو في رحم أمه.
مما يظهر لنا بأن حياة الجنين لها قيمة عظيمة في نظر الله, فالآيات تقول:
( وأذا تخاصم رجال وصدموا أمراة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل أذية يغرم كما يضع عليه زوج المراة ويدفع عن يد القضاة. وأن حصلت أذية تعطي نفساً بنفس ) سفر الخروج ( 21: 22_23 ).

وقد ذكر أيضاً في سفر الأمثال, بأن الله يكره سفك الدم البريء, والجنين بريء لأنه لم يرتكب أي خطيئة, فالآيات تقول : ( هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية لسان كاذب أيد سافكة دماً بريئاً ) سفر الأمثال ( 6: 16_17 ).

وقد ذكر أيضاً في سفر عاموس, بأن الله قد عاقب أحد الشعوب بما فيهم ملكهم الذي كان يملك عليهم لأنهم قاموا بشق بطون الحوامل, فالآيات تقول : ( هكذا قال الرب من أجل ذنوب بني عمون الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهم شقوا حوامل جلعاد لكي يوسعوا تخومهم. فأضرم ناراً على سور ربة فتأكل قصورها. بجلبة في يوم القتال بنوء في يوم الزوبعة. ويمضي ملكهم الى السبي هو ورؤساؤه جميعاً قال الرب ) سفر عاموس ( 1: 13_15 ).
ويوجد أيضاً آيات كثيرة في الكتاب المقدس تخبرنا عن تعاملات الله العظيمة في حياة الإنسان وهو ما يزال في طور التكوين ( اي وهو جنين في رحم الأم ).
على سبيل المثال لا الحصر:
سفر أيوب ( 10: 8_12 ), فالآيات تقول : ( يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعاً.أفتبتلعني.أذكر أنك جبلتني كالطين.أفتعيدني الى التراب.الم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن. كسوتني جلداً ولحماً فنسجتني بعظام وعصب. منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي ).

سفر المزامير ( 71: 6 ), فالآية تقول : ( عليك أستندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي بك تسبيحي دائماً ).
سفر إرميا ( 1: 4_5 ), فالآيات تقول : ( فكانت كلمة الرب الي قائلاً قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبياً للشعوب ).

رسالة الى أهل غلاطية ( 1: 15_16 ), فالآيات تقول : ( ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي, ودعاني بنعمته أن يعلن أبنه فيَ لأبشر به بين الامم, للوقت لم أستشر لحماً ودماً ).

والآن سنتكلم عن المفهوم الخاطيء عن خلق الجنين( تكوين الجنين ) الذي تسبب بقتل الملايين من الإجنة.

يوجد مفهوم خاطيء عن خلق الجنين عند بعض المجتمعات, بسبب العادات والتقاليد وأيضاً بسبب العقائد الدينية الخاطئة التي تربوا عليها, عن كيفية تكوين الجنين.
فقد يعتقدون بأن الجنين هو مجرد قطعة من اللحم في الأشهر الأولى,أي يكون جسد بلا روح, وبعد عدت أشهر تدخل الروح في جسد الجنين, لذلك فلايوجدأي مشكلة, أذا تم أجهاض الجنين في الأشهر الأولى للحمل, لأن الجنين هو مجرد قطعة من اللحم وسيتم التخلص منها( أي سيتم أنزالها ).

والرد على هذا المفهوم الخاطيء عن مراحل تكوين الجنين سيكون رداً علميا.
حيث أثبت علمياً بأن حياة الجنين تبداء مباشرتاً بعد الأخصاب ( أي بعد تلقيح البويضة في الرحم ).
فمن هذه اللحظة تبداء صفات الجينات المسئولة على أستمرارية تطور حياة الجنين بالعمل.
أي أن المرأة الحامل لا تستطيع التأثير أو التغيير في تطور نمو جينات حياة الجنين الذي في داخلها, لأن ليس( الجنين )الذي في داخلها عضو من أعضاء جسدها. أنما هو إنسان جديد.
فمعنى هذا أنه عندما يدخل الحيوان المنوي في البويضة( أي عندما تتم عملية تلقيح البويضة )يخلق أنسان جديد.
فالخلق يبداء منذ عملية الأخصاب, وليس بعد أشهر من الأخصاب أو بعد الولادة.

الأسئلة التي تطرح دائماً بخصوص الإجهاض :

السؤال الأول/ هل يحق للمرأة الحامل أن تجري عملية الإجهاض أن وقعت عليها ضغوطات من قبل ( الزوج, الأهل, الأقرباء ... والخ )؟
الإجابة: كلا, لا يحق لها أطلاقاً, لأن الله قد حرم الإجهاض كما ذكرنا سابقاً. فيجب على المرأة الحامل أن تطيع الله أكثر من الناس.
كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآية تقول : ( فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس ) سفر أعمال الرسل ( 5: 29 ).

السؤال الثاني / هل يجوز الإجهاض أن كان الطفل سيولد معاقاً جسدياً أم عقليا؟
الإجابة : كلا, لا يجوز. فبدلاً من إجهاض الطفل وكسر وصية الله, يجب على الأب والأم أن يصليا بكل إيمان وأن يطلبا من الرب الشفاء للجنين لكي يولد سليم من غير أعاقة, لأن الغير مستطاع عند الناس فهو مستطاع عند الله, فالذي خلق الجنين قادر أيضاً أن يشفيه.
كما جاء في إنجيل لوقا, فالآية تقول : ( فقال: غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ) أنجيل لوقا ( 18: 27 ).

السؤال الثالث / هل يجوز الإجهاض أن كانت ظروف الزوجين المادية صعبة؟

الإجابة : كلا, فيجب على الزوجين أن لا يخافوا أطلاقاً بخصوص الأمور المادية, لأن الذي يهتم بأطعام طيور السماء وبلباس زنابق الحقل قادر أن يهتم بحياة المولود الجديد, كما جاء في إنجيل متى, فالآيات تقول : ( لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. اليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟ أنظروا الى طيور السماء: أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. إلستم أنتم بالحري أفضل منها؟ ومن منكم أذا أهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فأن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا ناكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فان هذه كلها تطلبها الامم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره ) إنجيل متى ( 6: 25_ 34 ).

السؤال الرابع / هل يجوز الإجهاض في حالة أن كانت حياة الأم في خطر؟
الإجابة : فأن كان الجنين يشكل خطورة حقيقية على حياة الأم, فالإجهاض ليس الحل الوحيد أبداً.
بل في هذه الظروف الصعبة يجب على الزوجين أن يصلوا للرب أولاً, وأن يدعوا شيوخ الكنيسة لكي يصلوا من أجل الأم ومن أجل الجنين, لكي الرب يتدخل ويعمل معجزة, لأن يوجد قدرة عظيمة وستر كبير في صلاة الكنيسة المتوحدة, كما جاء في رسالة يعقوب, فالآيات تقول : ( أعلى أحد بينكم مشقات؟ فليصل. أمسرور أحد؟ فليرتل. أمريض أحد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت بأسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض, والرب يقيمه, وأن كان قد فعل خطية تغفر له ) رسالة يعقوب ( 5: 13_15 ).

وفي نهاية المطاف نقول وبكل رعدة لتكن مشيئتك يارب.

تحذير جداً مهم للمرأة الحامل!
فأن فكرت المرأة الحامل بإجهاض الجنين وأقدمت على فعل ذلك, وأن كان ذلك سراً, فستصاب حياتها بلعنات كثيرة.
كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( ملعون من يقتل قريبه في الخفاء....... والخ ) سفر التثنية ( 27: 24 ).

الخاتمة:
نحن نعلم جيداًأنه غير مستحب أن نقول بأن الإجهاض هو جريمة قتل للأطفال, وخاصتاً في عصرنا هذاالذي شرع فيه هذه الجريمة.
حيث أصبح قتل الأطفال شيء قانوني مثبت في دساتير بلدان كثيرة.
بحجة أن للمرأة وللرجل ( أي للزوجين ) الحق بأن يقررا ما أن كان طفلهما يعيش أم لا.
أي جعلوا من المرأة ومن الرجل ( أي من الزوجين ) إله ( الخالق ) لكي يقررا من يعيش ومن يموت.
ولكننا نرجع ونقول فأن الله لا يسمح بقتل الأطفال ( الإجنة ) لأن الله محبة ولا يتغير أبداً.
فمهما تغيرت الأزمنة والظروف والقوانيين تبقى وصية الله ثابتة لا تتغير التي تقول : لا تقتل!
وكل من يقتل سيكون مصيره في بحيرة الكبريت والنار, كما جاء في سفر الرؤيا, فالآية تقول : ( وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني ) سفر الرؤيا ( 21: 8 ).

 

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...