الأربعاء، 3 مايو 2017

ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟



ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ 




المقدمة:



ما ذا يخبرنا الكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور وعن عبادتهن أو أشراكهن في العبادة؟


فقد جاءت آيات عديدة في الكتاب المقدس تبين لنا بأن الله يحرم صناعة التماثيل والصور, ويحرم تقديم العبادات وممارسات العبادة لهن. 


كما جاء في سفر الخروج ( لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ . لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيّ . وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ ) سفر الخروج ( 20: 4 _6 ). 

 

وأيضاً قد جاء في سفر اللاويين ( لا تصنعوا لكم أوثاناً ولا تقيموا لكم تمثالاً منحوتاً أو نصباً ولا تجعلوا في أرضكم حجراً مصوراً لتسجدوا له. لأني أنا الرب إلهكم )  سفر اللاويين ( 26: 1 ).


وأيضاً قد جاء في سفر إشعيا ( أنا الرب هذا أسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات. هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبرٌ بها. قبل أن تنبت أعلمكم بها )  سفر إشعيا ( 42 : 8_9 ). 



ويخبرنا الكتاب المقدس أيضاً بأن العبادة الحقيقية المرضية لله هي العبادة الخالية من المحسوسات والماديات, كالتماثيل والصور وماشابه ذلك. وأن نعبد الله ونسجد له بالروح والحق. 


كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا ( وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ, اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا ) يوحنا ( 4: 23_24 ).



وقد ذُكر أيضاً في الكتاب المقدس بأن كل من يصنع تمثال ويخبئهُ يكون ملعوناً, كما جاء في سفر التثنية( ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً رجساً لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء . ويجييب جميع الشعب ويقولون آمين ) سفر التثنية ( 27: 15 ). 

 

ونرى أيضاً بأن الله عندما تكلم مع شعب بني أسرائيل في زمن موسى لم يظهر لهم بصورة بل كلمهم من خلال صوت فقط لئلا يفسدوا ويصنعوا لهم تمثالاً أو صورةً, كما جاء في سفر التثنية ( فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ) سفر التثنية ( 4: 12 ).

 

( فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورةً ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير ما ذي جناح مما يطيرُ في السماء شبه دبيب ما على الأرض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الأرض. ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها )  سفر التثنية ( 4: 15_ 19 ). 

 

وقد كرر الوحي الإلهي في الكتاب المقدس تحذيره لشعب بني إسرائيل على فم موسى النبي كي لا يعصوا الله ويصنعوا لهم تمثالاً او صورةً, كما جاء في سفر التثنية ( أحترزوا من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورةً كل ما نهاك عنه الرب إلهك ) سفر التثنية (4: 23 ). 

 

وبالرغم من كل هذا الكم الهائل من الآيات الموجودة في الكتاب المقدس التي تحرم صناعة التماثيل والصور وتحرم عبادتهن أو أشراكهن في العبادة, مازال البعض يصنعوهن وليس ذلك فقط بل يؤلهونهن. ولا يوجد ممارسة عبادة واحدة  تخص الله ( كالسجود أو الصلاة أو التسبيح ) إلا وقدموها لهذه المواد المخلوقة والمصنوعة من أخشاب وأحجار وأوراق وأحبار ومعادن والخ.

 

فبدلاً من أن يقفوا في محضر الله كما جاء في مزمور ( 140: 13 )  يقفون أمام التماثيل والصور. وبدلاً من أن يصلوا لله كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى ( 6: 6 ) يصلون للتماثيل والصور. 

 

  وبدلاً من أن يسجدوا لله فقط كما جاء في الإنجيل الذي دونه لوقا ( 4: 8 ) يسجدون للتماثيل والصور. وبدلاً من أن يسبحوا لله كما جاء في مزمور ( 65: 1 )  يسبحون ويبخرون للتماثيل والصور.

 

 وبدلاً من أن يطيعوا الله لكي  يحصلوا على البركة, كما جاء في سفر التثنية ( 29: 9 )  فأنهم يتمسحون بالتماثيل والصور لنوال البركة والخ. 

 

مبررين كل عباداتهم التي يقدمونها للأصنام بتبريرات ملتوية واضحة الزوغان  بما يلي:    

 

أولاً: بأنهم لايعبدون التماثيل والصور, بل الممارسات التي يقومون بها هي أحتراماً وأكراماً للأشخاص التي تمثله هذه التماثيل والصور.

 

فردنا على هذا الكلام كالاتي: 

أن هذا العذر الذي يقدمونه هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هذه الأمور, هو عذر يستعمله الوثنيين بقولهم أن الممارسات التي يقدمونها لأصنامهم ك صلوات وتضرعات وأبتهالات وذبائح ليست للأصنام بل هي للأشخاص التي تمثله هذه الأصنام. 

ولكن مهما تكن التبريرات فأنها بنظر الله عبادة أوثان!

 

وأيضاً لقد جاء في الكتاب المقدس وفي سفر الرؤيا أن الملاك قد رفض أن يسجد له يوحنا سجود الأحترام. لأنه عبد ( فخررت أمام رجليه لأسجد لهُ، فقال لي : أنظر! لا تفعل ! أنا عبدٌ معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله! فان شهادة يسوع هي روح النبوة ) سفر الرؤيا (10:19).

( فقال لي: لا تفعل! لأني عبد معك ومع أخوتك الأنبياء. والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. أسجد لله! ) سفر الرؤيا ( 9:22 ). 


 
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى, فكثيراً ما شبه الكتاب المقدس علاقة الله بشعبه كعلاقة الزوج بزوجتهكما جاء في سفر إشعيا ( 62: 5).
 
 
وأيضاً كما جاء في رسالة بولس الرسول الى اهل افسس ( 5: 21 _ 32 ). 
   

فمثلما يوجد أشياء خاصة في العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة لا يستطيع أي أحد الأشتراك بها, هكذا يجب أن تكون العلاقة بين الله وشعبه. 

فالكتاب المقدس يخبرنا بأن الله هو العريس والكنيسة ( نحن كشعب الله ) العروس.

 فبالرغم من أن العريس يسمح لعروسته أن تحب وأن تحترم أهله وأقربائه والآخرين, إلا أنه لا يسمح لها أبداً على سبيل المثال بأن تقوم بالتحدث معهم بكل ما تتحدث به معه وأيضاً لا يسمح لها بأن تقوم بفعل معهم كل ماتفعله معه في العلاقة الزوجية. 

ولكن فأن قامت العروسة بالغاء الخصوصية التي بينها وبين عريسها وفعلت كل الاشياء التي تفعلها مع عريسها  مع الآخرين  فتعتبر قد خانته أي قد زنت عنه. 

فهكذا الله كعريسنا يسمح لنا بأن نحب و نحترم  كل البشر وعلى رأسهم القديسة مريم العذراء وبقية القديسيين والقديسات, إلا أنه لا يسمح لنا أبداً بأن نلغي خصوصيته كخالق وكإله, فلا يسمح لنا بأن ( نسجد او ننحني او نصوم او نسبح غيره  ) أو ( نصلي لغيره ) , ( او نطلب  من غيره ) وأن فعلنا ذلك فيعتبر هذا خيانة له. 



ثانياً: يقولون بأنهم يستخدمون التماثيل والصور كوسائل أيضاح تساعدهم على التركيز في الصلاة وتجعلهم يشعرون بالقرب من الله.


فردنا على ذلك كالتالي: 
 

أن كلمة الله تعلمنا بأن حتى وأن لم نرى الرب وجهاً لوجه حالياً ونحن في الجسد يجب أن نسلك  بالأيمان لا بالعيان, كما جاء في رسالة كورنثوس الثانية ( فاذا نحنُ واثقون كل حين وعالمون أننا ونحنُ مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. لأننا بالإيمان نسلكُ لا بالعيان ) كورنثوس الثانية (5: 6_7). 

 


ثالثاً: يقولوا أن كل الآيات التي تحرم صناعة التماثيل والصور مذكورة في العهد القديم , والعهد القديم كان لشعب بني إسرائيل. ونحن كمسيحيين لسنا ملزمين بتطبيق هذه الوصايا. لأن نحنُ لدينا العهد الجديد والعهد الجديد لا يحرم صناعة التماثيل والصور ولا يحرم أستخدامها في العبادة.


فردنا على ذلك هو: 

 

1_ هل يوجد شخص مسيحي لا يؤمن بتحريم الزنى التي جاء في العهد القديم في الوصايا العشر ؟ 

ج/ أكيد كلا, كل المسيحيين يؤمنون بتحريم الزنى. 

أذاً لماذا لا نؤمن بتحريم صناعة التماثيل والصور, التي جاء من ضمن الوصايا العشر؟

 

2_هل يوجد شخص مسيحي يقبل أن يكون هناك زنى في الكنائس ؟!

 

ج/ اكيد كلأ, اذاً لماذا نقبل أن تكون التماثيل والصور في الكنائس؟! 

 

فأن الذي قال في العهد القديم وفي الوصايا العشر لا تزني هو نفسه الذي قال لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً أو صورة ولا تسجد لهن ولا تعبدهن.  فلماذا نقبل وصية ونرفض آخرى ؟! 

هل من المعقول أن الله يحترم كلمته التي تحرم الزنى ولا يحترم كلمته التي تحرم صناعة التماثيل والصور والتي تحرم السجود لهن وعبادتهن ؟! 

فيا عزيزي القاريء فكر بهذا الكلام حتى تعرف الحق والحق يحررك.

 

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان هذا الأدعاء هو أدعاء الناس الغير دارسين والغير فاهمين لكلمة الرب, لأن الدارسين والفاهمين لكلمة الرب يعرفون جيداً بأن كل الكتاب المقدس بكلا عهديه ( القديم والجديد ) هو كتاب واحد موحى به من الله, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى وعلى فم الرب يسوع المسيح فقال : ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل ) متى ( 5: 17 ). 

وقال الرب أيضاً( فأني الحق أقول لكم:الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) متى ( 5: 18 ). 


وقد جاء أيضاً في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ( كل الكتاب هو موحى به من الله, ونافعٌ للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر, لكي يكون إنسان الله كاملاً, متأهباً لكل عمل صالح ) تيموثاوس الثانية ( 3: 16 ). 


وأيضاً في رسالة الى أهل رومة ( لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ ) رومة (15: 4 ). 


ويعرفون ايضاً بأنه يوجد آيات عديدة في العهد الجديد تحرم وتحذر من التماثيل والصور والأيقونات كالتي جاء في رسالة يوحنا الأولى ( أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام. آمين ) يوحنا الأولى (5: 21).

 


رابعاً: دائماً يشبهون تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او للمسيح  بصور الأهل أو الأقرباء, فيسألوا فهل الأحتفاظ  بصور الوالدين اوتقبيلها او وضعها في البيت حرام وشيء يغضب الله؟ 


فردنا على ذلك هو: 


أن تشبيه الممارسات التي تمارس مع تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين وللمسيح بممارسات التي تمارس مع صور الأهل والأقرباء هو تشبيه خاطئ. لأن الممارسات التي تمارس مع التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح ليست نفس الممارسات التي تُمارس مع صور الأهل والأقرباء. لأن صور الأهل والأقرباء ( كصور الوالدين مثلاً ) لا تكون في اماكن العبادة كالكنائس أو الأديرة ولا تكون متواجدة في بيوت مئات الملايين من المسيحيين ولا في اماكن عملهم ولا معلقة على رقابهم ولا في سياراتهم ولا في أماكن أخرى كقمم الجبال أو على التلال أو في مداخل القرى أو المدن. وأيضاً أن صور الأهل والأقرباء لا ينحنون ولا يسجدون لها, ولا يبخرون ولا يصلون ولا يوقدون الشموع امامها, ولا يتمسحون بها لنوال البركة منها.أما تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح فتكون متواجدة في كل اماكن العبادة, وتكون تقريباً متواجدة في كل مكان من حولنا. فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع امامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها  والخ. 




خامساً: عندما نخبرهم بأن الله قد حرم صناعة التماثيل والصور والأيقونات وقد حرم عبادتهن او استخدامهن في العبادة. فيجيبونا ان تفسيركم لهذه الآيات كالتي جاءت في سفر الخروج ( 20: 4_66  ) هو تفسير خاطئ, لأن الآيات تحرم صناعة كل التماثيل والصور. فكيف تحللون لأنفسكم وللناس الصور التذكارية والصور الشخصية كالتي تُستخدم في الوثاق الرسمية مثل ( جواز سفر, هوية أحوال مدنية, شهادة ميلاد, شهادات دراسية )وتحرمون صور المسيح وصور القديسيين والقديسات. فالمفروض حسب الآيات ان لا يكون هناك  اي صور اطلاقاً. لأن الآيات تحرم كل الصور. فلماذا تحللون اشياء وتحرمون أشياء أخرى حسب أهوائكم ؟ 


فردنا على ذلك هو: 

 

أننا لا نحلل ولا نحرم حسب أهوائنا, بل نحن نفسر آيات الكتاب المقدس  حسب الطريقة التي علمها الله لنا. فالله قد علمنا أن نفسر آيات الكتاب المقدس بالروح لا بالحرف. لأن الحرف يقتل أما الروح يحيي, كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثوس ( الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد . لا الحرف بل الروح. لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ) كورنثوس الثانية ( 3: 6 ). 




سادساً: دائماً يتسألوا هل من المعقول أن كل الشمامسة والقسس والمطارنة والبطاركة والبابوات والرهبان والراهبات ومئات الملايين من المسيحيين لا يعرفوا أن صناعة التماثيل والصور حرام وأن الممارسات التي يمارسونها مع التماثيل والصور حرام ؟ 


فردنا على ذلك هو:
 

ان الكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا واعوزهم مجد الله. كما جاء في رسالة الى أهل رومة( إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ) رومة (3: 23).  


وأيضاً لقد جاء في رسالة يوحنا الأولى ( إن قلنا إنهُ ليس لنا خطية نُضلُ أنفسنا وليس الحق فينا ) يوحنا الأولى (1: 8).

وأيضاً في نفس الرسالة ( إن قُلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذباً, وكلمتهُ ليست فينا ) يوحنا الأولى (1: 10). 


فالكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا ومعرضين للخطأ إلا المسيح, لأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ليس شرطاً أن تكون الأغلبية تتبع الحق دائماً. ودليلنا على ذلك هو من الكتاب المقدس, ففي العهد القديم وفي زمن نوح الذين كانوا يتبعون الحق كانوا ثمانية أشخاص فقط , كان نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم, أما بقية البشر فكانوا ضالين.

 

وفي العهد الجديد فالذين كانوا يتبعون الحق ( اي المسيح  ) الذي هو الطريق والحق والحياة كانوا في البداية أثنا عشر شخص فقط والأغلبية كانوا ضالين ويعتقدون بأنهم على حق. ومن بين هذه الأغلبية الضالة كانوا رجال دين كالكتبة والفريسيين والصدوقيين.  




سابعاً: دائماً يتحججون بقولهم ان كانت التماثيل والصور والأيقونات حرام وعكس مشيئة الله, فكيف يسمح الله بحدوث فيهن معجزات  ( كنزول الماء والزيت والدم ) منهن؟ 


وردنا على ذلك هو:

 

أن حدوث التي يقال عنها المعجزات في التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسيين او للمسيح  كنزول( الماء والزيت والدم )ليس دليل على أنها معجزات حقيقية من الله, لأن مثل هذه المعجزات تحدث أيضاً في تماثيل وصور بوذا, وتحدث في تماثيل وصور الإلهة الهندوسية التي يتجاوز عددها 330 مليون إله وإلهة, وتحدث في صور بعض الأئمة للمسلمين, مع العلم أن هذه الأديان حسب أيماننا المسيحي أديان ليست من عند الله. ومادام أن هذه الأديان ليست من عند الله, اذاً المعجزات التي تحدث في تماثيل وصور إلهتهم  وإئمتهم هي من الشيطان , وان كانت من الشيطان فالتي يقال عنها معجزات التي تحدث في تماثيل وصور وأيقونات القديسيين التي لدينا هي من الشيطان. والدليل على ذلك هو فبالرغم من ان إلهنا ليس إلههم ولا تعاليمنا هي كتعاليمهم, ولكن الذي يحدث مع تماثيل وصور وأيقونات قديسينا يحدث نفسه مع تماثيل وصور إلهتهم وإئمتهم. فأذاً مصدر المعجزات هو مصدر واحد وهو الشيطان.



ثامناً: يقولون لنا كيف تحرموا صناعة التماثيل والصور والأيقونات والله بنفسه قد أمر بصناعتها كتمثال الحية النحاسية وكتمثالي الكاروبين. 

 

التي جاء ذكرها في سفرالعددوتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا اصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لانه لا خبز ولا ماء وقد كرهت انفسنا الطعام السخيف . فارسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل. فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطانا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيات.فصلى موسى لاجل الشعب . فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر( اي بالأيمان )  اليها يحيا . فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر الى حية النحاس يحيا  ) سفر العدد ( 21: 5 _ 9 ). 

 

وفي سفر الخروج( وتصنع غطاء من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء. فاصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك. من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفيه. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما الى فوق مظللين بأجنحتهما على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر. نحو الغطاء يكُونُ وجها الكروبين. وتجعل الغطاء على التابوت من فوق . وفي التابوت تصنع الشهادة التي أعطيك. وأنا أجتمع بك هناك واتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل ) 

 سفر الخروج ( 25: 17 _22 ).

  

وفي سفر ملوك الأول 

وعمل في المحراب كروبين من خشب الزيتون, علو الواحد عشر أذرع. وخمس أذرع جناح الكروب الواحد, وخمس أذرع جناح الكروب الآخر. عشر أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه ) سفر ملوك الأول ( 6: 23 _24 ). 


فردنا على صناعة  الحية النحاسية التي جاء في سفر العدد هو:


أن الأمر بصناعة الحية النحاسية في العهد القديم كان أمر واضح ومباشر من قبل الله لموسى  فقط, وكانت الحية النحاسية ترمز لصليب المسيح, وعندما قال الله لموسى كل من ينظر اليها ( أي بالأيمان ) يحيا, فكان قصد الله من ذلك هو ان الخلاص بالأيمان بعمل المسيح  الذي سيتم على الصليب ( الذي هو خطة الله لخلاص البشر ) لا بأي عمل آخر

فنوال الخلاص هو بالأيمان بعمل المسيح وليس بالتبخير ولا بالانحناء ولا بالسجود لتماثيل ولصور ولأيقونات المسيح . ودليلنا على هذا الكلام هو من كلام الرب يسوع عندما تحدث مع نيقوديموس عن حتمية موته على الصليب لخلاص البشر، فتكلم عن الحيةالنحاسية التي رفعت على سارية  قائلًا ( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا ( 3: 14_16 ) فعندما أتى المرموز اليه ( أي المسيح ) ينتهي دور الرمز. 

وأيضاً بعد مجيء المسيح لا يوجد أي أمر مباشر او غير مباشر من قبل الله لأي مخلوق يسمح بصناعة تماثيل وصور وأيقونات للمسيح أو لغيره من القديسين أو القديسات.

هذا من ناحية ومن ناحية آخرى, فنحن أن أكملنا باقي القصة عن ما حدث للحية النحاسية التي جاء ذكرها في سفر ملوك الثاني فسنرى عندما بدأ العبرانيون يستخدمونها في العبادة, قام الملك ألتقي حزقيا بسحقها وقام بأزالة وكسر كل التماثيل الأخرى, لكي يعيد الشعب الى عبادة الله, وعندما فعل ذلك فقال الوحي الإلهي عنه, أنه قد عمل المستقيم في عيني الرب كما جاء في سفر الملوك الثاني ( وفي السنة الثالثة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل ملك حزقيا بن احاز ملك يهوذا. كان أبن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم. وأسم أمه أبي أبنة زكريا. وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني إسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان )سفر ملوك الثاني ( 18: 1_4 ).

يوقدون لها تعني( يبخرون لها البسمة ويوقدون لها الشموع )

 

فبهذه الآيات يُعلمنا الله ان نزيل كل التماثيل والصور والأيقونات التي للمسيح والتي لغيره من القديسين والقديسات من أماكنها وأن نكسرها ونسحقها, أن أردنا أن نعمل المستقيم في عينيه, لأن هذه هي مشيئته.  


وردنا على تمثالي الكروبين كالتالي أيضاً وهو: 


أن الأمر بصناعة الكروبين (أي الملاكين ) في العهد القديم كان امر واضح ومباشر جاء من قبل الله  موجهاً بالتحديد الى ( موسى النبي فقط ) ولم يكن الامر موجهاً الى كل الشعب لكي يصنعوا لهم تماثيل الكروبين او غيرهما. 

واما بخصوص صناعة التماثيل والصور والايقونات التي للمسيح أو التي لغيره من القديسين أو القديسات, لا يوجد أي أمر مباشر أو غير مباشر جاء من قبل الله يأمر رجال الدين أو عامة الشعب بفعل ذلك. 

ولقد كانا تمثالي الكروبين على تابوت العهد في قدس الأقداس داخل خيمة الاجتماع وكذلك الهيكل  ( في زمن سليمان النبي ) ولم يكونا متاحين للشعب. وكان فقط من حق رئيس الكهنة أن يدخل الى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة,  حيث كان تابوت العهد ليقدم كفارة عن خطاياه وعن خطايا شعب إسرائيل. 

 

أما تماثيل وصور التي للقديسين أو التي للمسيح فتكون متواجدة في جميع أماكن العبادة  كالكنائس والأديرة.
 وتكون أيضاً في بيوت مئات الملايين من المسيحيين وفي أماكن العمل و تكون معلقة على الرقاب وفي السيارات وفي أماكن أخرى كقمم الجبال أوعلى التلال أو في مداخل القرى أوالمدن, فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع أمامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها والخ.  

وأيضاً في العهد الجديد لا يوجد اي رسول  من رسل المسيح  قام بصناعة  تمثال أو صورة لأحد,  ولا حتى المؤمنين في الكنيسة الأولى الذين جاءوا من بعد الرسل  فعلوا ذلك. 

ولقد كانت صناعة الكروبين في العهد القديم رمزاً لحقيقة معينة وفي العهد الجديد أنتهى ( الرمز ) بمجيء المرموز اليه .. فصارت عبادتنا روحية ( بالروح والحق ) كما جاء في الانجيل الذي دونه ( يوحنا 24:4)




ما هي نتائج كسر وصايا الله ؟

يخبرنا الكتاب المقدس أن لم نسمع لصوت الرب وأن لم نحرص أن نعمل بجميع وصاياه وفرائضة التي أوصانا بها, فسنصاب بلعنات كثيرة كما جاء في سفر التثنية ( 28: 15 _68 ).



 بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul


 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  



الثلاثاء، 2 مايو 2017

رسالة من الله لك / لكِ


 

رسالة حب من الله الآب لكَ / لكِ 

 

  

 

يا بني ربما أنت لا تعرفني. لاكنني أعرف كل شيء عنك.

 

 أعرف متى تجلس ومتى تقوم. أعلمُ كل طرقك.

 

 حتى شعر رأسك معدود. لانني خلقتك على صورتي.

 

 بي تحيا وتتحرك وتوجد. عرفتك حتى قبل أن تتشكل في بطن امك.

 

 أخترتك قبل تأسيس العالم. لم توجد صدفةً ولا أعطباطاً. لأن كل أيامك مكتوبة في كتابي.

 

علمتُ موعد ولادتك وأين ستقيم.

 

 صنعتك بطريقة تدعوا للعجب والدهشة.

 

 نسجتك في بطن أمك وأخرجتك يوم ولدت.

 

 لستُ إلاهاً بعيداً وغاضباً. بل أنا الحب المطلق.

 

 ورغبتي أن أسكب محبتي عليك. فقط لأنكَ أبني ولاني أبوك.

 

 أعطيك أكثر مما يستطيع اي أب أرضي أن يعطيك لأنني الاب الكامل.

 

 كل عطية صالحة تنالها تأتي من يدي.

 لانني أعولك وأسد كل حاجاتك.

 

 خطتي لمستقبلك مليئة بالرجاء. لأنني أحبك محبة أبدية.

 

 أفكاري تجاهك لا تحصى كرمل الشاطئ وأنني أبتهج بكَ فرحاً.

 

 لن أتوقف عن صنع الخير لك. لأنك ثمين عندي.

 

 أريد لك الأفضل من كل قلبي. وأريد أن أرُيك اموراً عظيمةً ومذهلة.

 

 أن طلبتني من كل قلبك ستجدني.

 

 تلذذ بي فسأعطيك سؤل قلبك. لأني أنا من أعطاك هذه الرغبات.

 

 أنا قادر على أن أصنع لأجلك أكثر مما تستطيع أن تتصور. لأنني سندك الأعظم.

 

 أنا ايضاً الأب الذي يعزيك في كل مشاكلك.

 

 عندما تكون محطم القلب أكون قريباً منك. كما يحمل الراعي الحمل حملتك قريباً لقلبي.

 

 يوماً ما سأمسح كل دمعة من عينيك وسأزيل كل ألم عانيتهُ على هذهِ الارض أنا أبوك وأحبك. كما أحب ابني يسوع.

 

 لانهُ بيسوع أعلن عن حبي لك. هو صورتي الحقيقية.

 

 أتى ليبرهن لك أنني معك لا ضدك. وليقول لك أنني لا أريد أن أدينكَ مات يسوع لكي نتصالح انا وانت.

 

 كان موتهُ التعبير المطلق عن محبتي لك. بذلتُ كل ما احب كي اعيدك ألي.

 

 أن قبلت أبني يسوع قبلتني. ولم يفصلك أي شيء عن محبتي فيما بعد.

 

 تعال ألي وساقيم أكبر أحتفال عرفتهُ السماوات. لا طالما كنت اباً وسأكون دائماً اباً.

 

 سؤالي هو هل ستكون أبناً لي. أني أنتظرك. مع حبي ابوك الله القدير.

 

 ملاحظة: كلمات هذه الرسالة ليست من تأليف بشر, بل الكلمات هي آيات من الكتاب المقدس. 


ما هو المفهوم المسيحي عن الملائكة ؟



ما هو المفهوم المسيحي عن الملائكة؟
 
 
 

 

المقدمة: 
 

 
في عصرنا هذا قد نجد الكثير من الكتب في المكتبات العامة وفي خزائن الكتب المنزلية الخاصة كتب تتحدث عن الشيطان وعن أعوانه ( أي الأرواح الشريرة ).
 
 
 
وقلة ما نجد كتب تتحدث عن الملائكة, مما ادى هذا الى المعرفة القليلة عن الملائكة.
 
 
وللأسف يوجد في عصرنا معلومات خيالية وخاطئة عن الملائكة, ولا شك بأن الافلام السينمائية والعقائد الدينية الغير مسيحية قد ساهمت بشكل كبير في ترسيخ هذه المفاهيم الخيالية والخاطئة. 
 
 
لذلك بنعمة المسيح سنتحدث عن الملائكة بصورة مفصلة, حسب ما جاء في الكتاب المقدس.
 
 
معنى كلمة ملاك هي رسول. وأول مرة ورد فيها ذكر الملائكة في الكتاب المقدس هي عندما طرد الله آدم وحواء من الجنة, كما جاء في سفر التكوين ( 24: 3 ).
 
 
والملائكة هم مخلوقات سماوية, خلقهم الله قبل تأسيس العالم, وهم مخلوقات عاقلة لديهم حرية الاختيار. كما جاء في سفر أيوب ( 38 : 6 و7 ).
 
 
وأعدادهم هي مئات الملايين كما جاء في سفر دانيال ( 7 : 10 ).
 
 
والملائكة لا يتكاثروا لأنهم لا يزوجون ولا يتزوجون
كما قال المسيح. كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى( 22 : 30 ).
 
 
ولا يموتوا فهم بعددهم كما خلقوا من وقت ما خلقهم الله لغاية نهاية الآزمنة أعدادهم كما هي, لذلك ليسوا بحاجة الى التكاثر لحفظ النوع. وهم ليسوا كالبشر, البشر أبتدءوا بأثنين ( آدم وحواء ) واليوم هم مليارات. أما هم ليسوا كذلك.
 
 
ومكتوب أيضاً ان الله صانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة ( الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ناراً ملتهبة ) كما جاء في سفر المزامير ( 104 : 4 )وهذا يعطيهم القدرة أن ينتقلوا من مكان لمكان بلمح البصر.
  
 
والملائكة هم أرواح لكن الله اعطاهم القدرة على الظهور في شكل بشر ( رجال ) لتأدية رسائل معينة كما جاء في سفر التكوين (19 : 1 ) و سفر التكوين ( 19 : 5 ) و سفر التكوين ( 19 : 15 و 16 ).
 
 
والملائكة أسمى مرتبة من الإنسان , كما جاء في مزمور ( 8 : 4 و 5 ) و كما جاء في رسالة الى العبرانيين ( 2 : 7 ).
  
 
ورغم سمو الملائكة لا ينبغي ان نسجد لهم أو نعبدهم, لانه امر مضاد تماماً لكلمة الله. 
 
  
فمرتين يوحنا تلميذ المسيح في سفر الرؤيا أحب أن يسجد للملاك فالملاك فوراً قال له لا تفعل ! لاني عبد معك ومع اخوتك كما جاء في سفر الرؤيا ( 19 : 10 ) و ( 22: 8 و9 ) .
 
 
والملائكة هم أوسع معرفة من الإنسان ولكنهم لا يعلمون كل شيء, كما جاء في سفر صموئيل الثاني ( 14: 20 )و كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 24 : 36 )و كما جاء في رسالة بطرس الاولى ( 1: 12 ).
 
 
كما هم أقوى من البشر, ولكنهم ليسوا كلي القدرة, كما جاء في سفر المزامير ( 103: 20 )و كما جاء في رسالة الى تسالونيكي الثانية ( 1: 7 ) 
وكما جاء في رسالة بطرس الثانية ( 2 : 11 ) و كما جاء في سفر دانيال ( 10 : 12_ 14 ) وكما جاء في سفر التكوين ( 19 : 10 و 11 ). 
 
 
 
 
وللملائكة رتب مختلفة ومسئوليات متنوعة مثل ( الكروبيم و السرافيم ) ولهم نظام دقيق, كما جاء في سفر الرؤيا ( 8: 38 ). 
 
 
 
 خدمة الملائكة:
 
 
 
أولاً: يرسلون من الله لتبليغ رسائله أو لتنفيذ مشيئته. فمثلاً في سفر القضاة فقد تكلم الملاك الى أمراة منوح, ثم اليه ايضاً لتبشيرهم بمولد شمشون. سفر القضاة ( 13 : 33 _ 13 ).
 
وأيضاً تكلم الملاك الى زكريا وبشره بمولد يوحنا المعمدان, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 1: 11_20 ).
 
وأيضاً بشر الملاك مريم العذراء بمولد الرب يسوع المسيح, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 1: 26_ 38 ). 
 
وأيضاً فقد تكلم الملاك مع يوسف خطيب مريم العذراء, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 1 : 20 _ 24 ) و ( 2 : 13 _ 21 ).
 
وأيضاً كلم الملاك الرعاة وبشرهم بولادة يسوع المسيح, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 2 : 9 _ 15 ).
 
وتكلم الملاك ايضاً مع كرنيليوس, كما جاء في سفر الاعمال ( 10 : 3 _ 7 ).
 
وتكلم الملاك مع بولس, كما جاء في سفر الاعمال ( 27 : 233 ).
 
 
ثانياً: من خدمة الملائكة هي خشوع والعبادة, كما جاء في رسالة الى العبرانيين ( 1 : 6 ).
 
 
 
ثالثاً: من خدمة الملائكة أنهم يخدمون المؤمنين أي الله يرسلهم ليخدموا المؤمنين, كما جاء في رسالة الى العبرانيين ( 1 : 13 و 14 ).
 
 
 
رابعاً: الله يرسلهم ليعينوا و يحموا و ينقذوا الإنسان المؤمن بالرب, كما جاء في سفر المزامير ( 91 : 9_ 16 ) و كما جاء في سفر دانيال ( 3: 28 ) و ( 6 : 22 ) و كما جاء في سفر اعمال الرسل ( 5 : 19 و 20 ).
 
 
 
خامساً: الله يرسلهم لأرشاد المؤمنين, كما جاء في سفر اعمال الرسل( 8: 26 ) و ( 12: 7_10 ).
 
 
 
سادساً: يرسلهم الله لتوضيح مشيئته, كما جاء في سفر دانيال ( 7: 16 ) و ( 10 : 5 _ 12 ) و سفر زكريا ( 1 : 10 ).
 
 
 
 
سابعاً: من خدمة الملائكة يحرسون المؤمنين, كما جاء في سفر المزامير ( 34 : 7 ) و كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 19 : 10 ).
 
 
 
 
ثامناً: من خدمة الملائكة انهم يحملون المؤمنين الى الفردوس بعد انتقالهم ( بعد موتهم ) , كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 16 : 22 ).
 
 
 
 
تاسعاً: كما أنهم يفرحون بخاطيء واحد يتوب, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 15 : 10 ).
 
 
 
 
عاشراً: وقد كان للملائكة دور كبير فيما يختص بالرب يسوع. فقد بشروا بولادته, كما جاء في الانجيل الذي دونة متى ( 1 : 20 ) و لوقا ( 1: 30 _ 33 ) و( 2 : 8_ 14 ). 
 
وجاءت تخدمه بعد تجربة إبليس له في البرية, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 4 : 11 ). 
 
وكذلك في جهاده في بستان جثسيماني, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 22 : 39 _ 43 ).
 
كما دحرج الملاك الحجر عن القبر وبشر الملاك ايضاً مريم المجدلية ورفيقتها بقيامة الرب يسوع, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 28 : 2 _ 7 ) و مرقس ( 16 : 5_ 7 ) و لوقا ( 24 : 4 _ 7 ). 
 
كما قال الرب لبطرس أتظن أني لا أستطيع أن اطلب الى أبي فيقدم لي أكثر من أثنتي عشر جيشاً من الملائكة, كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى ( 26 : 52_ 53 ). 
 
وسيكون للملائكة دور عند المجيء الثاني للرب يسوع, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( 25: 31 ) و كما جاء في رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل تسالونيكي ( 4: 16 ) و كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية الى اهل تسالونيكي ( 1 : 7 ).
 
  
 
أسماءالملائكة ورتبهم:
 
 
ففي الكتاب المقدس قد ذكر فقط خمسة أسماء للملائكة, وهم جبرائيل ورئيس الملائكة ميخائيل, وملاك الرب, وملاك الله و ملاك حضرتة.
  
فلا يوجد أطلاقاً ملاك أسمه عزرائيل (ملاك الموت ) ولا ملاك أسمه رفائيل. 
 
 
 
الملاك جبرائيل:
 
 
أسم عبري ومعناه ( رجل الله ) أو أظهر الله ذاته جباراً. وهو الملاك الذي ارسله الله الى دانيال ليفسر له الرؤيا التي رائ فيها الكبش والتيس, وهو أيضاً بلغ النبؤة المختصة بالسبعين أسبوعاً التي قضت على شعب دانيال ومدينته المقدسة, كما جاء في سفر دانيال ( 9: 21 _ 27 ).
 
 
وهو أيضاً ملاك البشارة في العهد الجديد, الذي بشر زكريا الكاهن بمولد ابنه يوحنا المعمدان, كما جاء في الانجيل الذي دونه لوقا ( 1: 8 _ 19 ).
 
وهو الملاك الذي ارسله الله ليبشر مريم العذراء القديسة بمولد يسوع, كما جاء في الانجيل الذي دونة لوقا ( 1 : 26_ 35 ).
 
 
 
الملاك ميخائيل:
 
 
أسم عبري ومعناه من مثل الله ( من كالله ) والملاك ميخائيل هو أحد رؤساء الملائك, كما جاء في سفر دانيال ( 10 : 13 ) و ( 12 : 11 ) و سفر الرؤيا ( 12 : 7 ).
 
ويوصف الملاك ميخائيل في سفر دانيال, بأنه المدافع عن الشعب القديم, كما جاء في سفر دانيال ( 10 : 13 _ 21 ) , ( 12 : 1 ) و في رسالة يهوذا ( 1: 9 ).
 
وأخر إشارة في العهد الجديد لرئيس الملائكة ميخائيل في سفر الرؤيا ( 12 : 7_ 10 ).
 
 
 
 
الأن سنتكلم عن رتب الملأئكة وبعد ذلك نرجع ونتكلم عن الملائكة الأخرى.
 
 
رتب الملائكة: هي الكروبيم و السرافيم.
 
الكروبيم:
 
 
ومفردها في العبري ( كروب ) كما هو في العربية, والكروبيم هم فريق من الملائكة يختص بعبادة وتسبيح الله, وأيضاً هم الذين حرسوا طريق شجرة الحياة,  كما جاء في سفر التكوين ( 3: 24 ).
 
 وهم أيضاً نفذوا دينونة الله, كما جاء في سفر حزقيال ( 10: 2 و 7 ). 
 
 
ومن المعروف أن إبليس قبل السقوط كان من ملائكة الكروبيم,  وقد تم تمثيل الكروبيم في خيمة الاجتماع والهيكل برموز متعددة, كما جاء في سفر الخروج ( 25 : 17_ 22 ) و (26: 1 ) و (36: 8 ).
 
 
وقد وصف النبي حزقيال شبه أربعة حيوانات أي ( الكروبيم ) أو الأربعة مخلوقات الحية ( الكروبيم ) ونرى أن ملائكة الكروبيم كل واحد منهم لديه أربعة اجنحة وأربعة أوجه. 
 
 
فأثنين من الأجنحة للطيران وأثنين من الأجنحة لتغطية أجسادهم. وبالنسبة لكل كروب لديه أربعة أوجه. وجه شبه إنسان ,ووجه شبه أسد , ووجه شبه ثور, ووجه شبه نسر , ولديه أيضاً شبه يد إنسان تحت أجنحته, ولديه عيون عديدة جداً, كما جاء في سفر حزقيال ( 1: 5_ 24 ).
 
والكروبيم يكونون حول عرش الله. وهدف الكروبيم الأساسي هو تمجيد قدرة وعظمة الله, وهم بمثابة تذكير للعيان بجلاله ومجد الله وحضوره الدائم مع شعبه.
 
 
السرافيم:
 
 
هم فريق آخر من الملائكة ومعنى أسمهم الناريين أو الملتهبين, وهم يكونون فوق عرش الله. والمكان الوحيد التي ذكر فيه السرافيم في الكتاب المقدس هو في سفر إشعياء, حيث شاهدهم النبي إشعياء في رؤيا في الهيكل عند دعوتة لخدمة التنبوء.
 
 
ولكل من السرافيم ستة أجنحة, بأثنين يغطي وجهه تعبيراً عن الخشية من هيبة الله, وبأثنين يغطي رجليه أتضاعاً في محضر الله, وبأثنين يطير لتنفيذ أوامر الله. والسرافيم تطيع الله إطاعة تامة, وكمثل الكروبيم، فإن تخصص السرافيم هو عبادة الله. 
 
وأيضاً لقد قام واحد من السرافيم بتنقية وتطهير شفتا إشعياء بالجمر لتجهيزة لرسالته التنبؤية, كما جاء في سفر إشعياء ( 6 : 1 _ 7 ).
 
 
 
 
فدعونا الأن نرجع ونتكلم عن ملاك الرب او ملاك الله او ملاك حضرته. 
 
 
طبعاً في الكتاب المقدس وفي العهد القديم يدور الجدل حول ان كان ملاك الرب أو ملاك الله أو ملاك حضرته هو ملاك من ملائكة الله أو هو أحد ظهورات الله نفسه؟
 
دعونا الان نذكر بعض الايات من الكتاب المقدس التي ذكر فيها ملاك الرب وملاك الله وملاك حضرته, علي سبيل المثال لا الحصر: 
 
 
عن ملاك الرب 
 
 
( وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. فنظر واذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق ) سفر الخروج ( 3: 2 ).
 
 
وفي سفر القضاة( وصعد ملاك الرب من الجلجال الى بوكيم وقال. قد اصعدتكم من مصر واتيت بكم الى الارض التي اقسمت لابائكم وقلت لا انكث عهدي معكم الى الابد. وأنتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الارض. أهدموا مذابحهم. ولم تسمعوا لصوتي. فماذا عملتم. فقلت أيضاً لا أطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين وتكون الهتهم لكم شركاً. وكان لما تكلم ملاك الرب بهذا الكلام الى جميع بني إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا ) سفر القضاة (2: 1 _4 ). 
 
 
 
عن ملاك الله 
 
 
( وقال لي ملاك الله في الحلم يا يعقوب.فقلت هانذا. فقال أرفع عينيك وأنظر. جميع الفحول الصاعدة على الغنم مخططة ورقطاء ومنمرة. لأني قد رأيت كل ما يصنع بك لابان. أنا إله بيت إيل حيث مسحت عموداً. حيث نذرت لي نذراً. الان قم أخرج من هذه الأرض وأرجع الى ارض ميلادك ) سفر التكوين ( 31 : 11_ 13 ).
 
 
 
عن ملاك حضرته 
 
 
( في كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم. بمحبته ورأفته هو فكهم ورفعهم وحملهم كل الأيام القديمة ) سفر إشعياء ( 633 : 9 ).
 
 
ففي الحقيقة أن ملاك الرب أو ملاك الله أو ملاك حضرته قد نجده متمييز عن جميع الملائكة الأخرى, وأنه لا يتكلم باسم الله, بل كالله ( بضمير المتكلم المفرد ) ويوحد نفسه مع الله, ويمارس مسئوليات الله.
 
 
 
في سفر التكوين يدل على أن ملاك الله هو ظهور الله نفسه لأن ملاك الله قال ليعقوب ( أنا إله بيت إيل حيث مسحت عموداً. حيث نذرت لي نذراً.الأن قم أخرج من هذه الارض وأرجع الى أرض ميلادك ) سفر التكوين ( 31: 13 ).
 
وأحياناً يبدوا الرب متميزاً عنه, كما جاء في سفر زكريا ( 1: 12_ 17 ).
 
ورغم هذا التمييز أحياناً فانه يتكلم بأعتباره الله.
 
 كما جاء في سفر زكريا ( وأراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب والشيطان قائم عن يمينه ليقاومه. فقال الرب للشيطان لينتهرك الرب يا شيطان. لينتهرك الرب الذي أختار أورشليم. أفليس هذا شعلة منتشلة من النار ) سفر زكريا ( 3: 1و2 ).
 
( في ذلك اليوم يستر الرب سكان أورشليم فيكون العاثر منهم في ذلك اليوم مثل داود وبيت داود مثل الله مثل ملاك الرب أمامهم ) .. سفر زكريا ( 12 : 8 ).
 
 
ولذلك فأن أي تمييز بين ملاك الرب والرب نفسه إنما هو بين الرب الغير المنظور والرب الظاهر في صورة ملاك الرب. 
 
 
فملاك الرب في العهد القديم يشير الى ظهور الرب يسوع المسيح في صورة ملاك قبل أن يتجسد ويولد من المطوبى مريم العذراء. لأنه كان يتكلم كالله سواء عندما كان يتكلم كالله الغير المنظور أو يتكلم كالله الظاهر في صورة ملاك الرب. 
 
إما ملاك الرب في العهد الجديد قد جاء مرات قليلة جداً, ولكن بلا شك أنه لم يكن الرب يسوع المسيح بل هو ملاك من الملائكة كجبرائيل, كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى ( 1: 20 ) و ( 2 : 13 ) وأعمال الرسل ( 5: 19و 20 ),( 12: 23 )و لوقا ( 1: 11 _ 26 ).
 
 

 
بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul
 
 

 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  




 

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...