الجمعة، 2 يونيو 2023

 


ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟


المقدمة :

ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبادة؟
فقد جاءت آيات عديدة في الكتاب المقدس تبين لنا بأن الله يحرم صناعة التماثيل والصور, ويحرم أيضاً تقديم العبادات وممارسات العبادة لهن.
كما جاء في سفر الخروج, فالآيات تقول : ( لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ . لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيّ . وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ ) سفر الخروج ( 20: 4 _6 ),
وأيضاً قد جاء في سفر اللاويين, فالآية تقول : ( لا تصنعوا لكم أوثاناً ولا تقيموا لكم تمثالاً منحوتاً أو نصباً ولا تجعلوا في أرضكم حجراً مصوراً لتسجدوا له. لأني أنا الرب إلهكم ) سفر اللاويين ( 26: 1 ) ,
وأيضاً قد جاء في سفر إشعياء, فالآيات تقول : ( أنا الرب هذا أسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات. هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبرٌ بها. قبل أن تنبت أعلمكم بها ) سفر إشعياء ( 42 : 8_9 ) .
ويخبرنا الكتاب المقدس أيضاً, بأن العبادة الحقيقية المرضية لله, هي العبادة الخالية من المحسوسات والماديات, كالتماثيل والصور وماشابه ذلك. وأن نعبد الله ونسجد له بالروح والحق.
كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا, فالآيات تقول : ( وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ, اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا ) إنجيل يوحنا ( 4: 23_24 ) .
وقد ذُكر أيضاً في الكتاب المقدس, بأن كل من يصنع تمثال ويخبئهُ يكون ملعوناً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً رجساً لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء . ويجييب جميع الشعب ويقولون آمين ) سفر التثنية ( 27: 15 ).
ونرى أيضاً بأن الله عندما تكلم مع شعب بني إسرائيل في زمن موسى, لم يظهر لهم بصورة, بل كلمهم من خلال صوت فقط, لئلا يفسدوا ويصنعوا لهم تمثالاً أو صورةً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ) سفر التثنية ( 4: 12 ) .
وأيضاً في سفر التثنية, فالآيات تقول : ( فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورةً ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير ما ذي جناح مما يطيرُ في السماء شبه دبيب ما على الأرض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الأرض. ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها ) سفر التثنية ( 4: 15_ 19 ) .
وقد كرر الوحي الإلهي في الكتاب المقدس تحذيره لشعب بني إسرائيل على فم موسى النبي كي لا يعصوا الله ويصنعوا لهم تمثالاً او صورةً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( أحترزوا من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورةً كل ما نهاك عنه الرب إلهك ) سفر التثنية (4: 23 ) .
وبالرغم من كل هذا الكم الهائل من الآيات الموجودة في الكتاب المقدس التي تحرم صناعة التماثيل والصور, وتحرم عبادتهن أو أشراكهن في العبادة, مازال البعض يصنعوهن وليس ذلك فقط, بل يؤلهونهن. ولا يوجد ممارسة عبادة واحدة تخص الله ( كالسجود أو الصلاة أو التسبيح ) إلا وقدموها لهذه المواد المخلوقة والمصنوعة من أخشاب وأحجار وأوراق وأحبار ومعادن والخ.
فبدلاً من أن يقفوا في محضر الله, كما جاء في مزمور ( 140: 13 ) يقفون أمام التماثيل والصور, وبدلاً من أن يصلوا لله, كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى ( 6 : 6 ) يصلون للتماثيل والصور.
وبدلاً من أن يسجدوا لله فقط , كما جاء في الإنجيل الذي دونه لوقا ( 4: 8 ) يسجدون للتماثيل والصور, وبدلاً من أن يسبحوا لله, كما جاء في مزمور ( 65: 1 ) يسبحون ويبخرون للتماثيل والصور.
وبدلاً من أن يطيعوا الله لكي يحصلوا على البركة, كما جاء في سفر التثنية ( 29 : 9 ) فأنهم يتمسحون بالتماثيل والصور لنوال البركة والخ.....
مبررين كل عباداتهم التي يقدمونها للأصنام بتبريرات ملتوية واضحة الزوغان بما يلي :
أولاً : بأنهم لايعبدون التماثيل والصور, بل الممارسات التي يقومون بها, هي أحتراماً وأكراماً للأشخاص التي تمثله هذه التماثيل والصور.
فردنا على هذا الكلام كالاتي :
أن هذا العذر الذي يقدمونه هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هذه الأمور, هو عذر يستعمله الوثنيين بقولهم, إن الممارسات التي يقدمونها لأصنامهم, ك صلوات وتضرعات وأبتهالات وذبائح ليست للأصنام, بل هي للأشخاص التي تمثله هذه الأصنام .
ولكن مهما تكن التبريرات فأنها بنظر الله عبادة أوثان!
وأيضاً لقد جاء في الكتاب المقدس وفي سفر الرؤيا, أن الملاك قد رفض أن يسجد له يوحنا سجود الأحترام. لأنه عبد, فالآية تقول : ( فخررت أمام رجليه لأسجد لهُ, فقال لي : أنظر! لا تفعل ! أنا عبدٌ معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله! فان شهادة يسوع هي روح النبوة ) سفر الرؤيا (10:19) .
( فقال لي : لا تفعل! لأني عبد معك ومع أخوتك الأنبياء. والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. أسجد لله! ) سفر الرؤيا ( 9:22 ).
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى, فكثيراً ما شبه الكتاب المقدس علاقة الله بشعبه كعلاقة الزوج بزوجته, كما جاء في سفر إشعيا ( 62 : 5) .
وأيضاً كما جاء في رسالة بولس الرسول الى اهل افسس ( 5: 21 _ 32 ) .
فمثلما يوجد أشياء خاصة في العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة لا يستطيع أي أحد الأشتراك بها, هكذا يجب أن تكون العلاقة بين الله وشعبه.
فالكتاب المقدس يخبرنا بأن الله هو العريس والكنيسة ( نحن كشعب الله ) العروس.
فبالرغم من أن العريس يسمح لعروسته أن تحب وأن تحترم أهله وأقربائه والآخرين, إلا أنه لا يسمح لها أبداً على سبيل المثال بأن تقوم بالتحدث معهم بكل ما تتحدث به معه وأيضاً لا يسمح لها بأن تقوم بفعل معهم كل ماتفعله معه في العلاقة الزوجية.
ولكن فأن قامت العروسة بالغاء الخصوصية التي بينها وبين عريسها وفعلت كل الاشياء التي تفعلها مع عريسها مع الآخرين فتعتبر قد خانته أي قد زنت عنه.
فهكذا الله كعريسنا يسمح لنا بأن نحب و نحترم كل البشر وعلى رأسهم القديسة مريم العذراء وبقية القديسيين والقديسات, إلا أنه لا يسمح لنا أبداً بأن نلغي خصوصيته كخالق وكإله, فلا يسمح لنا بأن ( نسجد او ننحني او نصوم او نسبح غيره ) أو ( نصلي لغيره ) , ( او نطلب من غيره ) وأن فعلنا ذلك فيعتبر هذا خيانة له.
ثانياً : يقولون بأنهم يستخدمون التماثيل والصور كوسائل أيضاح تساعدهم على التركيز في الصلاة وتجعلهم يشعرون بالقرب من الله.
فردنا على ذلك كالتالي :
أن كلمة الله تعلمنا, بأن حتى وأن لم نرى الرب وجهاً لوجه حالياً ونحن في الجسد يجب أن نسلك بالأيمان لا بالعيان, كما جاء في رسالة كورنثوس الثانية, فالآيات تقول : ( فاذا نحنُ واثقون كل حين وعالمون أننا ونحنُ مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. لأننا بالإيمان نسلكُ لا بالعيان ) كورنثوس الثانية (5: 6_7).
ثالثاً : يقولوا أن كل الآيات التي تحرم صناعة التماثيل والصور, مذكورة في العهد القديم , والعهد القديم كان لشعب بني إسرائيل, ونحن كمسيحيين لسنا ملزمين بتطبيق هذه الوصايا, لأن نحنُ لدينا العهد الجديد والعهد الجديد لا يحرم صناعة التماثيل والصور ولا يحرم أستخدامها في العبادة.
فردنا على ذلك هو :
هل يوجد شخص مسيحي لا يؤمن بتحريم الزنى التي جاء في العهد القديم في الوصايا العشر ؟
الإجابة : أكيد كلا, كل المسيحيين يؤمنون بتحريم الزنى .
أذاً لماذا لا نؤمن بتحريم صناعة التماثيل والصور, التي جاء من ضمن الوصايا العشر؟
2_ هل يوجد شخص مسيحي يقبل أن يكون هناك زنى في الكنائس ؟!
الإجابة : اكيد كلأ, اذاً لماذا نقبل أن تكون التماثيل والصور في الكنائس؟!
فأن الذي قال في العهد القديم وفي الوصايا العشر لا تزني هو نفسه الذي قال لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً أو صورة ولا تسجد لهن ولا تعبدهن. فلماذا نقبل وصية ونرفض آخرى ؟!
هل من المعقول أن الله يحترم كلمته التي تحرم الزنى ولا يحترم كلمته التي تحرم صناعة التماثيل والصور والتي تحرم السجود لهن وعبادتهن ؟!
فيا عزيزي القاريء فكر بهذا الكلام حتى تعرف الحق والحق يحررك.
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان هذا الأدعاء هو أدعاء الناس الغير دارسين والغير فاهمين لكلمة الرب, لأن الدارسين والفاهمين لكلمة الرب يعرفون جيداً بأن كل الكتاب المقدس بكلا عهديه ( القديم والجديد ) هو كتاب واحد موحى به من الله, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى وعلى فم الرب يسوع المسيح فقال : ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل ) متى ( 5: 17 ).
وقال الرب أيضاً( فأني الحق أقول لكم:الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) متى ( 5: 18 ).
وقد جاء أيضاً في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس, فالآية تقول : ( كل الكتاب هو موحى به من الله, ونافعٌ للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر, لكي يكون إنسان الله كاملاً, متأهباً لكل عمل صالح ) تيموثاوس الثانية ( 3 : 16 ) ,
وأيضاً في رسالة الى أهل رومة, فالآية تقول : ( لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ ) رومة (15: 4 ) .
ويعرفون ايضاً بأنه يوجد آيات عديدة في العهد الجديد تحرم وتحذر من التماثيل والصور والأيقونات كالتي جاء في رسالة يوحنا الأولى, فالآية تقول : ( أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام. آمين ) يوحنا الأولى (5: 21) .
رابعاً : دائماً يشبهون تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او للمسيح بصور الأهل أو الأقرباء, فيسألوا فهل الأحتفاظ بصور الوالدين اوتقبيلها او وضعها في البيت حرام وشيء يغضب الله؟
فردنا على ذلك هو:
أن تشبيه الممارسات التي تمارس مع تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين وللمسيح بممارسات التي تمارس مع صور الأهل والأقرباء هو تشبيه خاطئ. لأن الممارسات التي تمارس مع التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح ليست نفس الممارسات التي تُمارس مع صور الأهل والأقرباء. لأن صور الأهل والأقرباء ( كصور الوالدين مثلاً ) لا تكون في اماكن العبادة كالكنائس أو الأديرة ولا تكون متواجدة في بيوت مئات الملايين من المسيحيين ولا في اماكن عملهم ولا معلقة على رقابهم ولا في سياراتهم ولا في أماكن أخرى كقمم الجبال أو على التلال أو في مداخل القرى أو المدن. وأيضاً أن صور الأهل والأقرباء لا ينحنون ولا يسجدون لها, ولا يبخرون ولا يصلون ولا يوقدون الشموع امامها, ولا يتمسحون بها لنوال البركة منها.أما تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح فتكون متواجدة في كل اماكن العبادة, وتكون تقريباً متواجدة في كل مكان من حولنا. فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع امامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها والخ.
خامساً : عندما نخبرهم بأن الله قد حرم صناعة التماثيل والصور والأيقونات وقد حرم عبادتهن او استخدامهن في العبادة. فيجيبونا ان تفسيركم لهذه الآيات كالتي جاءت في سفر الخروج ( 20: 4_66 ) هو تفسير خاطئ, لأن الآيات تحرم صناعة كل التماثيل والصور. فكيف تحللون لأنفسكم وللناس الصور التذكارية والصور الشخصية كالتي تُستخدم في الوثاق الرسمية مثل ( جواز سفر, هوية أحوال مدنية, شهادة ميلاد, شهادات دراسية )وتحرمون صور المسيح وصور القديسيين والقديسات. فالمفروض حسب الآيات ان لا يكون هناك اي صور اطلاقاً. لأن الآيات تحرم كل الصور. فلماذا تحللون اشياء وتحرمون أشياء أخرى حسب أهوائكم ؟
فردنا على ذلك هو :
أننا لا نحلل ولا نحرم حسب أهوائنا, بل نحن نفسر آيات الكتاب المقدس حسب الطريقة التي علمها الله لنا. فالله قد علمنا أن نفسر آيات الكتاب المقدس بالروح لا بالحرف. لأن الحرف يقتل أما الروح يحيي, كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثوس ( الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد . لا الحرف بل الروح, لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ) كورنثوس الثانية ( 3: 6 ).
سادساً : دائماً يتسألوا هل من المعقول أن كل الشمامسة والقسس والمطارنة والبطاركة والبابوات والرهبان والراهبات ومئات الملايين من المسيحيين لا يعرفوا أن صناعة التماثيل والصور حرام وأن الممارسات التي يمارسونها مع التماثيل والصور حرام ؟
فردنا على ذلك هو :
ان الكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا واعوزهم مجد الله. كما جاء في رسالة الى أهل رومة( إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ) رومة (3: 23).
وأيضاً لقد جاء في رسالة يوحنا الأولى فالآية تقول : ( إن قلنا إنهُ ليس لنا خطية نُضلُ أنفسنا وليس الحق فينا ) يوحنا الأولى (1: 8 ).
وأيضاً في نفس الرسالة ( إن قُلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذباً, وكلمتهُ ليست فينا ) يوحنا الأولى (1: 10).
فالكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا ومعرضين للخطأ إلا المسيح, لأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ليس شرطاً أن تكون الأغلبية تتبع الحق دائماً. ودليلنا على ذلك هو من الكتاب المقدس, ففي العهد القديم وفي زمن نوح الذين كانوا يتبعون الحق كانوا ثمانية أشخاص فقط , كان نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم, أما بقية البشر فكانوا ضالين.
وفي العهد الجديد فالذين كانوا يتبعون الحق ( اي المسيح ) الذي هو الطريق والحق والحياة كانوا في البداية أثنا عشر شخص فقط والأغلبية كانوا ضالين ويعتقدون بأنهم على حق. ومن بين هذه الأغلبية الضالة كانوا رجال دين كالكتبة والفريسيين والصدوقيين.
سابعاً : دائماً يتحججون بقولهم ان كانت التماثيل والصور والأيقونات حرام وعكس مشيئة الله, فكيف يسمح الله بحدوث فيهن معجزات ( كنزول الماء والزيت والدم ) منهن؟
وردنا على ذلك هو :
أن حدوث التي يقال عنها المعجزات في التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسيين او للمسيح كنزول( الماء والزيت والدم )ليس دليل على أنها معجزات حقيقية من الله, لأن مثل هذه المعجزات تحدث أيضاً في تماثيل وصور بوذا, وتحدث في تماثيل وصور الإلهة الهندوسية التي يتجاوز عددها 330 مليون إله وإلهة, وتحدث في صور بعض الأئمة للمسلمين, مع العلم أن هذه الأديان حسب أيماننا المسيحي أديان ليست من عند الله. ومادام أن هذه الأديان ليست من عند الله, اذاً المعجزات التي تحدث في تماثيل وصور إلهتهم وإئمتهم هي من الشيطان , وان كانت من الشيطان فالتي يقال عنها معجزات التي تحدث في تماثيل وصور وأيقونات القديسيين التي لدينا هي من الشيطان. والدليل على ذلك هو فبالرغم من ان إلهنا ليس إلههم ولا تعاليمنا هي كتعاليمهم, ولكن الذي يحدث مع تماثيل وصور وأيقونات قديسينا يحدث نفسه مع تماثيل وصور إلهتهم وإئمتهم. فأذاً مصدر المعجزات هو مصدر واحد وهو الشيطان.
ثامناً : يقولون لنا كيف تحرموا صناعة التماثيل والصور والأيقونات والله بنفسه قد أمر بصناعتها كتمثال الحية النحاسية وكتمثالي الكاروبين.
التي جاء ذكرها في سفرالعدد, فالآيات تقول : ( وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا اصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لانه لا خبز ولا ماء وقد كرهت انفسنا الطعام السخيف . فارسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل. فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطانا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيات.فصلى موسى لاجل الشعب . فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر( اي بالأيمان ) اليها يحيا . فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر الى حية النحاس يحيا ) سفر العدد ( 21: 5 _ 9 ).
وفي سفر الخروج, فالآيات تقول : ( وتصنع غطاء من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء. فاصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك. من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفيه. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما الى فوق مظللين بأجنحتهما على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر. نحو الغطاء يكُونُ وجها الكروبين. وتجعل الغطاء على التابوت من فوق . وفي التابوت تصنع الشهادة التي أعطيك. وأنا أجتمع بك هناك واتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل )
سفر الخروج ( 25: 17 _22 ).
وفي سفر ملوك الأول, فالآيات تقول :
( وعمل في المحراب كروبين من خشب الزيتون, علو الواحد عشر أذرع. وخمس أذرع جناح الكروب الواحد, وخمس أذرع جناح الكروب الآخر. عشر أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه ) سفر ملوك الأول ( 6: 23 _24 ).
فردنا على صناعة الحية النحاسية التي جاء في سفر العدد هو:
أن الأمر بصناعة الحية النحاسية في العهد القديم كان أمر واضح ومباشر من قبل الله لموسى فقط, وكانت الحية النحاسية ترمز لصليب المسيح, وعندما قال الله لموسى كل من ينظر اليها ( أي بالأيمان ) يحيا, فكان قصد الله من ذلك هو ان الخلاص بالأيمان بعمل المسيح الذي سيتم على الصليب ( الذي هو خطة الله لخلاص البشر ) لا بأي عمل آخر.
فنوال الخلاص هو بالأيمان بعمل المسيح وليس بالتبخير ولا بالانحناء ولا بالسجود لتماثيل ولصور ولأيقونات المسيح . ودليلنا على هذا الكلام هو من كلام الرب يسوع عندما تحدث مع نيقوديموس عن حتمية موته على الصليب لخلاص البشر، فتكلم عن الحيةالنحاسية التي رفعت على سارية قائلًا ( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا ( 3: 14_16 ) فعندما أتى المرموز اليه ( أي المسيح ) ينتهي دور الرمز.
وأيضاً بعد مجيء المسيح لا يوجد أي أمر مباشر او غير مباشر من قبل الله لأي مخلوق يسمح بصناعة تماثيل وصور وأيقونات للمسيح أو لغيره من القديسين أو القديسات.
هذا من ناحية ومن ناحية آخرى, فنحن أن أكملنا باقي القصة عن ما حدث للحية النحاسية التي جاء ذكرها في سفر ملوك الثاني فسنرى عندما بدأ العبرانيون يستخدمونها في العبادة, قام الملك ألتقي حزقيا بسحقها وقام بأزالة وكسر كل التماثيل الأخرى, لكي يعيد الشعب الى عبادة الله, وعندما فعل ذلك فقال الوحي الإلهي عنه, أنه قد عمل المستقيم في عيني الرب كما جاء في سفر الملوك الثاني ( وفي السنة الثالثة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل ملك حزقيا بن احاز ملك يهوذا. كان أبن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم. وأسم أمه أبي أبنة زكريا. وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني إسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان )سفر ملوك الثاني ( 18: 1_4 ).
يوقدون لها تعني( يبخرون لها البسمة ويوقدون لها الشموع )
فبهذه الآيات يُعلمنا الله ان نزيل كل التماثيل والصور والأيقونات التي للمسيح والتي لغيره من القديسين والقديسات من أماكنها وأن نكسرها ونسحقها, أن أردنا أن نعمل المستقيم في عينيه, لأن هذه هي مشيئته.
وردنا على تمثالي الكروبين كالتالي أيضاً وهو :
أن الأمر بصناعة الكروبين (أي الملاكين ) في العهد القديم كان امر واضح ومباشر جاء من قبل الله موجهاً بالتحديد الى ( موسى النبي فقط ) ولم يكن الامر موجهاً الى كل الشعب لكي يصنعوا لهم تماثيل الكروبين او غيرهما.
واما بخصوص صناعة التماثيل والصور والايقونات التي للمسيح أو التي لغيره من القديسين أو القديسات, لا يوجد أي أمر مباشر أو غير مباشر جاء من قبل الله يأمر رجال الدين أو عامة الشعب بفعل ذلك.
ولقد كانا تمثالي الكروبين على تابوت العهد في قدس الأقداس داخل خيمة الاجتماع وكذلك الهيكل ( في زمن سليمان النبي ) ولم يكونا متاحين للشعب. وكان فقط من حق رئيس الكهنة أن يدخل الى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة, حيث كان تابوت العهد ليقدم كفارة عن خطاياه وعن خطايا شعب إسرائيل.
أما تماثيل وصور التي للقديسين أو التي للمسيح فتكون متواجدة في جميع أماكن العبادة كالكنائس والأديرة.
وتكون أيضاً في بيوت مئات الملايين من المسيحيين وفي أماكن العمل و تكون معلقة على الرقاب وفي السيارات وفي أماكن أخرى كقمم الجبال أوعلى التلال أو في مداخل القرى أوالمدن, فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع أمامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها والخ.
وأيضاً في العهد الجديد لا يوجد اي رسول من رسل المسيح قام بصناعة تمثال أو صورة لأحد, ولا حتى المؤمنين في الكنيسة الأولى الذين جاءوا من بعد الرسل فعلوا ذلك.
ولقد كانت صناعة الكروبين في العهد القديم رمزاً لحقيقة معينة وفي العهد الجديد أنتهى ( الرمز ) بمجيء المرموز اليه .. فصارت عبادتنا روحية ( بالروح والحق ) كما جاء في الانجيل الذي دونه ( يوحنا 24:4).

ما هي نتائج كسر وصايا الله ؟
يخبرنا الكتاب المقدس أن لم نسمع لصوت الرب وأن لم نحرص أن نعمل بجميع وصاياه وفرائضة التي أوصانا بها, فسنصاب بلعنات كثيرة كما جاء في سفر التثنية ( 28: 15 _68 ) .


الأحد، 28 مايو 2023




السؤال / من هم السحرة وما هو مصيرهم الأبدي ؟

الإجابة : السحرة : هم الأشخاص الذين باعوا أنفسهم للشيطان ( أي أصبحوا عبيداً للشيطان بأرادتهم ) لكي يمدهم الشيطان بقوة روحية شريرة, يستطيعوا من خلالها تحقيق رغباتهم ك المكاسب المادية أو الشهوات الجسدية ...... والخ.

أما مصيرهم الأبدي, فهم فلن يدخلوا ملكوت السماوات, كما جاء في رسالة الى أهل غلاطية, فالآيات تقول : ( وأعمال الجسد ظاهرة, التي هي: زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر, وأمثال هذه التي أسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً: أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله )غلاطية( 5: 19_ 21 ).

وأيضاً سيُرمى بهم في بحيرة الكبريت والنار, كما جاء في سفر الرؤيا, فالآية تقول : ( وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة, فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت, الذي هو الموت الثاني ) سفر الرؤيا ( 21: 8 ).
 





ما هو المفهوم المسيحي عن الأجهاض؟


المقدمة:
قبل كل شيء نود أن نقول : بأننا نعلم جيداً بأن هذا الموضوع ( موضوع الإجهاض ) هو موضوع حساس جداً ومؤلم أيضاً بالنسبة لناس كثيرين, وخاصتاً بالنسبة للنساء اللواتي أجروا عمليات الأجهاض.
وهدفنا من التكلم عن هذا الموضوع, ليس هو أدانه للنساء اللواتي أجهضن, أو جرح مشاعرهم أطلاقاً, بل هدفنا هو أنقاض حياة الملايين من الأطفال الذين يقتلون سنوياً بسبب عمليات الأجهاض.

فدعونا الآن أن نتكلم عن الإجهاض وعن المفهوم المسيحي حول هذا الموضوع.

الإجهاض: هو التخلص من الجنين من داخل رحم الأم. وهذا الفعل يجعل من الأم أنسانة قاتلة ( أن فعلت ذلك عمداً ), ويجعل كل شخص يشجع الأم أو يساندها أو يجبرها على الإجهاض إنسان قاتل أيضاً, ويعتبر حتى الطبيب الذي يقوم بأجراء عملية الإجهاض للأم الحامل إنسان قاتل.

ما هي مشيئة الله بخصوص الإجهاض ؟
فقد ذكر في الكتاب المقدس وفي سفر الخروج بأن الله يعتبر أن التسبب بموت طفل وهو لا يزال في رحم أمه خطيئة, ولقد أوصى الله بمعاقبة كل من يتسبب بموت الطفل وهو في رحم أمه.
مما يظهر لنا بأن حياة الجنين لها قيمة عظيمة في نظر الله, فالآيات تقول:
( وأذا تخاصم رجال وصدموا أمراة حبلى فسقط ولدها ولم تحصل أذية يغرم كما يضع عليه زوج المراة ويدفع عن يد القضاة. وأن حصلت أذية تعطي نفساً بنفس ) سفر الخروج ( 21: 22_23 ).

وقد ذكر أيضاً في سفر الأمثال, بأن الله يكره سفك الدم البريء, والجنين بريء لأنه لم يرتكب أي خطيئة, فالآيات تقول : ( هذه الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية لسان كاذب أيد سافكة دماً بريئاً ) سفر الأمثال ( 6: 16_17 ).

وقد ذكر أيضاً في سفر عاموس, بأن الله قد عاقب أحد الشعوب بما فيهم ملكهم الذي كان يملك عليهم لأنهم قاموا بشق بطون الحوامل, فالآيات تقول : ( هكذا قال الرب من أجل ذنوب بني عمون الثلاثة والأربعة لا أرجع عنه لأنهم شقوا حوامل جلعاد لكي يوسعوا تخومهم. فأضرم ناراً على سور ربة فتأكل قصورها. بجلبة في يوم القتال بنوء في يوم الزوبعة. ويمضي ملكهم الى السبي هو ورؤساؤه جميعاً قال الرب ) سفر عاموس ( 1: 13_15 ).
ويوجد أيضاً آيات كثيرة في الكتاب المقدس تخبرنا عن تعاملات الله العظيمة في حياة الإنسان وهو ما يزال في طور التكوين ( اي وهو جنين في رحم الأم ).
على سبيل المثال لا الحصر:
سفر أيوب ( 10: 8_12 ), فالآيات تقول : ( يداك كونتاني وصنعتاني كلي جميعاً.أفتبتلعني.أذكر أنك جبلتني كالطين.أفتعيدني الى التراب.الم تصبني كاللبن وخثرتني كالجبن. كسوتني جلداً ولحماً فنسجتني بعظام وعصب. منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي ).

سفر المزامير ( 71: 6 ), فالآية تقول : ( عليك أستندت من البطن وأنت مخرجي من أحشاء أمي بك تسبيحي دائماً ).
سفر إرميا ( 1: 4_5 ), فالآيات تقول : ( فكانت كلمة الرب الي قائلاً قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبياً للشعوب ).

رسالة الى أهل غلاطية ( 1: 15_16 ), فالآيات تقول : ( ولكن لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي, ودعاني بنعمته أن يعلن أبنه فيَ لأبشر به بين الامم, للوقت لم أستشر لحماً ودماً ).

والآن سنتكلم عن المفهوم الخاطيء عن خلق الجنين( تكوين الجنين ) الذي تسبب بقتل الملايين من الإجنة.

يوجد مفهوم خاطيء عن خلق الجنين عند بعض المجتمعات, بسبب العادات والتقاليد وأيضاً بسبب العقائد الدينية الخاطئة التي تربوا عليها, عن كيفية تكوين الجنين.
فقد يعتقدون بأن الجنين هو مجرد قطعة من اللحم في الأشهر الأولى,أي يكون جسد بلا روح, وبعد عدت أشهر تدخل الروح في جسد الجنين, لذلك فلايوجدأي مشكلة, أذا تم أجهاض الجنين في الأشهر الأولى للحمل, لأن الجنين هو مجرد قطعة من اللحم وسيتم التخلص منها( أي سيتم أنزالها ).

والرد على هذا المفهوم الخاطيء عن مراحل تكوين الجنين سيكون رداً علميا.
حيث أثبت علمياً بأن حياة الجنين تبداء مباشرتاً بعد الأخصاب ( أي بعد تلقيح البويضة في الرحم ).
فمن هذه اللحظة تبداء صفات الجينات المسئولة على أستمرارية تطور حياة الجنين بالعمل.
أي أن المرأة الحامل لا تستطيع التأثير أو التغيير في تطور نمو جينات حياة الجنين الذي في داخلها, لأن ليس( الجنين )الذي في داخلها عضو من أعضاء جسدها. أنما هو إنسان جديد.
فمعنى هذا أنه عندما يدخل الحيوان المنوي في البويضة( أي عندما تتم عملية تلقيح البويضة )يخلق أنسان جديد.
فالخلق يبداء منذ عملية الأخصاب, وليس بعد أشهر من الأخصاب أو بعد الولادة.

الأسئلة التي تطرح دائماً بخصوص الإجهاض :

السؤال الأول/ هل يحق للمرأة الحامل أن تجري عملية الإجهاض أن وقعت عليها ضغوطات من قبل ( الزوج, الأهل, الأقرباء ... والخ )؟
الإجابة: كلا, لا يحق لها أطلاقاً, لأن الله قد حرم الإجهاض كما ذكرنا سابقاً. فيجب على المرأة الحامل أن تطيع الله أكثر من الناس.
كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآية تقول : ( فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس ) سفر أعمال الرسل ( 5: 29 ).

السؤال الثاني / هل يجوز الإجهاض أن كان الطفل سيولد معاقاً جسدياً أم عقليا؟
الإجابة : كلا, لا يجوز. فبدلاً من إجهاض الطفل وكسر وصية الله, يجب على الأب والأم أن يصليا بكل إيمان وأن يطلبا من الرب الشفاء للجنين لكي يولد سليم من غير أعاقة, لأن الغير مستطاع عند الناس فهو مستطاع عند الله, فالذي خلق الجنين قادر أيضاً أن يشفيه.
كما جاء في إنجيل لوقا, فالآية تقول : ( فقال: غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله ) أنجيل لوقا ( 18: 27 ).

السؤال الثالث / هل يجوز الإجهاض أن كانت ظروف الزوجين المادية صعبة؟

الإجابة : كلا, فيجب على الزوجين أن لا يخافوا أطلاقاً بخصوص الأمور المادية, لأن الذي يهتم بأطعام طيور السماء وبلباس زنابق الحقل قادر أن يهتم بحياة المولود الجديد, كما جاء في إنجيل متى, فالآيات تقول : ( لذلك أقول لكم: لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون. اليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟ أنظروا الى طيور السماء: أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. إلستم أنتم بالحري أفضل منها؟ ومن منكم أذا أهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو! لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فأن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جداً يلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان؟ فلا تهتموا قائلين: ماذا ناكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فان هذه كلها تطلبها الامم. لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها. لكن أطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره ) إنجيل متى ( 6: 25_ 34 ).

السؤال الرابع / هل يجوز الإجهاض في حالة أن كانت حياة الأم في خطر؟
الإجابة : فأن كان الجنين يشكل خطورة حقيقية على حياة الأم, فالإجهاض ليس الحل الوحيد أبداً.
بل في هذه الظروف الصعبة يجب على الزوجين أن يصلوا للرب أولاً, وأن يدعوا شيوخ الكنيسة لكي يصلوا من أجل الأم ومن أجل الجنين, لكي الرب يتدخل ويعمل معجزة, لأن يوجد قدرة عظيمة وستر كبير في صلاة الكنيسة المتوحدة, كما جاء في رسالة يعقوب, فالآيات تقول : ( أعلى أحد بينكم مشقات؟ فليصل. أمسرور أحد؟ فليرتل. أمريض أحد بينكم؟ فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت بأسم الرب، وصلاة الإيمان تشفي المريض, والرب يقيمه, وأن كان قد فعل خطية تغفر له ) رسالة يعقوب ( 5: 13_15 ).

وفي نهاية المطاف نقول وبكل رعدة لتكن مشيئتك يارب.

تحذير جداً مهم للمرأة الحامل!
فأن فكرت المرأة الحامل بإجهاض الجنين وأقدمت على فعل ذلك, وأن كان ذلك سراً, فستصاب حياتها بلعنات كثيرة.
كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( ملعون من يقتل قريبه في الخفاء....... والخ ) سفر التثنية ( 27: 24 ).

الخاتمة:
نحن نعلم جيداًأنه غير مستحب أن نقول بأن الإجهاض هو جريمة قتل للأطفال, وخاصتاً في عصرنا هذاالذي شرع فيه هذه الجريمة.
حيث أصبح قتل الأطفال شيء قانوني مثبت في دساتير بلدان كثيرة.
بحجة أن للمرأة وللرجل ( أي للزوجين ) الحق بأن يقررا ما أن كان طفلهما يعيش أم لا.
أي جعلوا من المرأة ومن الرجل ( أي من الزوجين ) إله ( الخالق ) لكي يقررا من يعيش ومن يموت.
ولكننا نرجع ونقول فأن الله لا يسمح بقتل الأطفال ( الإجنة ) لأن الله محبة ولا يتغير أبداً.
فمهما تغيرت الأزمنة والظروف والقوانيين تبقى وصية الله ثابتة لا تتغير التي تقول : لا تقتل!
وكل من يقتل سيكون مصيره في بحيرة الكبريت والنار, كما جاء في سفر الرؤيا, فالآية تقول : ( وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني ) سفر الرؤيا ( 21: 8 ).

 

أربعة حقائق مهمة عن السحر

 


أربعة حقائق مهمة عن السحر :



الحقيقة الأولى: لا يستطيع السحرة أبطال السحر بالسحر, لأن السحرة أذا أفسدوا أو دمر شيء ما, فلا يمكنهم أرجاع الحال الى ما كان عليه سابقاً لسببين :
السبب الأول : لأن السحر هو عمل شيطاني ليس فيه شيء صالح أطلاقاً.
ففي زمن موسى النبي, أستطاع السحرة أن يحولوا ماء النهر الى دم, ولكنهم عجزوا من أن يعيدوا الدم الى ماء, كما جاء في سفر الخروج ( 7: 20_24 ). ولقد استطاعوا السحرة أيضاً أحضار الضفادع وملء البيوت بها, ولكنهم عجزوا عن صرفها . أما النبي موسى فقط أستطاع فعل ذلك عن طريق الصلاة للرب الإله كما جاء في سفر الخروج ( 8: 7_ 14 ).

السبب الثاني : هو أن مملكة الشيطان لا تنقسم على ذاتها, كما أخبرنا الرب يسوع المسيح له كل المجد كما جاء في إنجيل متى, فالآيات تقول : ( حينئذ أحضر اليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه حتى ان الاعمى الاخرس تكلم وأبصر. فبهت كل الجموع وقالوا: «العل هذا هو ابن داود؟» اما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: «هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين». فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت. فأن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد أنقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته؟ ) إنجيل متى ( 12: 22_ 26 ).

الحقيقة الثانية : أن للسحرة قدرة محدودة , يعود سبب ذلك الى أن الشيطان نفسه هو محدود!
فعندما حول هارون أخو موسى التراب الذي في أرض مصر الى بعوض, عجزوا السحرة على فعل ذلك, كما جاء في سفر الخروج, فالآيات تقول : ( ثم قال الرب لموسى قل لهرون مد عصاك واضرب تراب الارض ليصير بعوضا في جميع ارض مصر. ففعلا كذلك.مد هرون يده بعصاه وضرب تراب الارض.فصار البعوض على الناس وعلى البهائم.كل تراب الارض صار بعوضا في جميع ارض مصر. وفعل كذلك العرافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا.وكان البعوض على الناس وعلى البهائم. فقال العرافون لفرعون هذا اصبع الله.ولكن اشتد قلب فرعون فلم يسمع لهما كما تكلم الرب ) سفر الخروج ( 8: 16_19 ).
الحقيقة الثالثة : أن المسيحي الحقيقي المولود ثانيتاً ( أي الذي سلم حياته وقلبه للمسيح, والذي يسلك في القداسة ) لا يصيبه السحر أطلاقاً. فلا السحرة ولا الأرواح الشريرة التي خلفهم, ولا الشيطان رئيسهم, يستطيعوا أن يلحقوا الأذى بالمسيحي الحقيقي المولود ثانيتا, كما جاء في سفر إشعياء, فالآية تقول : ( كل الة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه.هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب ) سفر إشعياء ( 54 : 17 ), ولقد جاء أيضاً في رسالة يوحنا الأولى, فالآية تقول : ( نعلم ان كل من ولد من الله لا يخطئ, بل المولود من الله يحفظ نفسه, والشرير لا يمسه ) رسالة يوحنا الأولى ( 5: 18 ).
الحقيقة الرابعة : هي أن أتباع الرب يسوع المسيح ينتصرون على السحرة والعرافين. فالأنتصار الأول كان لبولس الرسول على باريشوع ( عليم الساحر ) كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآيات تقول : ( ولما أجتازا الجزيرة الى بافوس, وجدا رجلاً ساحراً نبياً كذاباً يهودياً أسمه باريشوع, كان مع الوالي سرجيوس بولس, وهو رجل فهيم. فهذا دعا برنابا وشاول والتمس ان يسمع كلمة الله. فقاومهما عليم الساحر, لأن هكذا يترجم أسمه, طالباً أن يفسد الوالي عن الإيمان. وأما شاول, الذي هو بولس أيضاً, فامتلأ من الروح القدس وشخص اليه وقال:«ايها الممتلئ كل غش وكل خبث! يا أبن إبليس! ياعدو كل بر! إلا تزال تفسد سبل الله المستقيمة؟ فالان هوذا يد الرب عليك, فتكون أعمى لا تبصر الشمس الى حين». ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة, فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما راى ما جرى, امن مندهشاً من تعليم الرب ) سفر أعمال الرسل ( 13: 6_12 ).
الأنتصار الثاني لبولس الرسول على جارية بها روح عرافة, كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآيات تقول :( وحدث بينما كنا ذاهبين الى الصلاة, أن جارية بها روح عرافة أستقبلتنا. وكانت تكسب مواليها مكسباً كثيراً بعرافتها. هذه أتبعت بولس وأيانا وصرخت قائلة:«هؤلاء الناس هم عبيد الله العلي, الذين ينادون لكم بطريق الخلاص». وكانت تفعل هذا أياماً كثيرة. فضجر بولس والتفت الى الروح وقال:«انا أمرك بأسم يسوع المسيح أن تخرج منها!». فخرج في تلك الساعة ) سفر أعمال الرسل ( 16: 16_18 ).
الأنتصار الثالث كان أيضاً لبولس الرسول في مدينة أفسس, مما أدى هذا الأنتصار الى التوبة للسحرة والإيمان بالرب يسوع المسيح له كل المجد, كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآيات تقول : ( وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين بإفعالهم, وكان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها أمام الجميع. وحسبوا أثمانها فوجدوها خمسين الفاً من الفضة ) سفر أعمال الرسل ( 19: 18_19 ).

الأنتصار الرابع كان لفيليبس تلميذ المسيح على سيمون الساحر الذي كان يدهش أهل السامرة بسحره, كما جاء في سفر أعمال الرسل, فالآيات تقول : ( وكان قبلاً في المدينة رجل أسمه سيمون, يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة, قائلا أنه شيء عظيم!.وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين:«هذا هو قوة الله العظيمة». وكانوا يتبعونه لكونهم قد أندهشوا زماناً طويلاً بسحره. ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالامور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح, أعتمدوا رجالاً ونساء. وسيمون أيضاً نفسه آمن. ولما أعتمد كان يلازم فيلبس, واذ راى آيات وقوات عظيمة تجرى أندهش ) سفر أعمال الرسل ( 8: 9_ 13 ).




ثلاثة أساليب يستخدمها إبليس ليُضل بها الإنسان :

الأسلوب الأول : هو أسلوب الحية أي أسلوب التشكيك بكلمة الله( أي التشكيك بالكتاب المقدس ).
وهذا الأسلوب لقد أستخدمه إبليس مع أمنا حواء عن طريق الحية, عندما قال لها : ( أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة؟ )
كما جاء في سفر التكوين ( 3: 1_6 ) .
ولايزال إبليس لغاية يومنا هذا يشكك الناس بكلمة الله ( أي بالكتاب المقدس ) بواسطة أتباعه من البشر, حيث يَدعون أتباعه بأن الكتاب المقدس محرف وأن القصص التي فيه مأخوذة من الحضارات القديمة ك الحضارة البابليةوالأشورية والفرعونية والخ...
ويحاول إبليس أيضاً أن يشكك الناس بوجود الخالق, عن طريق بعض الأشخاص, حيث يَدعون هؤلاء الأشخاص بأن قصة الخلق الموجودة في سفر التكوين هي مجرد قصة خرافية لا أكثر, ويحاولون أن يُقنعون الناس بعدم وجود خالق, بل أن الكون وكل ما فيه, جاء نتيجة الأنفجار العظيم الذي حدث منذ ملايين السنيين, ويدعي إبليس أيضاً عن طريق أتباعه بأن الكتاب المقدس يحتوي على أخطاء علمية وتاريخية وجغرافية وعددية كثيرة.
ويستمر أبليس بأستخدام أتباعه، لكي يشككوا الناس بقداسة الله وبقداسة تعالمية، الموجودة في الكتاب المقدس مدعين كذباً, بأن الكتاب المقدس يحث الناس على السكر والخلاعة والفسق والفجور والقتل والى آخره من هذه الأدعائات.
ويحاول إبليس بأستماتة أن يشكك الناس بلاهوت المسيح وبصلبه وبموته وبقيامته, لأن الإيمان بلاهوت المسيح وبصلبه وبموته وبقيامته من بين الأموات, يؤدي الى خلاص الإنسان من الهلاك الأبدي, وهذا ما لا يريده إبليس.
وسيستمر إبليس بأسلوبه هذا ( أي بأسلوب التشكيك بالكتاب المقدس ) الى مجيء المسيح ثانيتاً.

الأسلوب الثاني : هو أسلوب الأسد أي أسلوب التخويف والترهيب .
لقد ذكر لنا الكتاب المقدس بأن إبليس هو كأسد يجول ملتمساً من يبتلعه هو, كما جاء في رسالة بطرس الأولى ( 5: 8_9 ) .
فالآية تقول : ( أصحوا وأسهروا. لأن إبليس خصمكم كأسد زائر, يجول ملتمساً من ييبتلعه هو. فقاوموه, راسخين في الإيمان, عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على أخوتكم الذين في العالم ) .
حيث يقوم إبليس بتخويف الناس وبترهيبهم وبأضطهادهم بشتى الطرق, ويصل به الأمر الى سجنهم وتعذيبهم وحتى قتلهم, لكي لا يؤمنوا بالمسيح ويخلصوا, أو لكي ينكروا المسيح ويهلكوا, وكل هذه الأمور يفعلها عن طريق أتباعه الذين ينتمون الى الديانات والمعتقدات التي أسسها هو بواسطة أنبياءه الكذبة, أو عن طريق أتباعه من السياسيين الذين ينتمون لمملكته.
لذلك أوصانا الرب يسوع المسيح فقال :
( ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها, بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم ) .

الأسلوب الثالث :هو أسلوب الملاك, أي أسلوب الظهورات.
لقد ذكر لنا الكتاب المقدس بأن الشيطان يغير شكله الى شبه ملاك نور, كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثوس ( 11 : 14 ). فالآية تقول: ( ولا عجب. الشيطان نفسه يغير شكله الى شبه ملاك نور ).
حيث يقوم إبليس بأستخدام أسلوب مختلف تماماً عن الأساليب السابقة التي ذكرناها, أي أسلوب يختلف عن أسلوب الحية في التشكيك بكلمة الله, ويختلف أيضاً عن أسلوب الأسد الذي هو أسلوب العنف والأضطهاد.
وهذا الأسلوب يسمى أسلوب التضليل عن طريق الظهورات, حيث يقوم إبليس في إضلال الناس عن طريق ظهوره لبعض الأشخاص, أي يُظهر ذاته لبعض الأشخاص, مدعياً كذباً بأنه ملاك مرسلٌ من الله, وأن الله لقد أرسله لهم, لكي يبلغهم بأن الله قد أختارهم, لكي يكونوا أنبياءاً ورسلاً له, لكي يهدي الناس بهم, لكي يُصدقوه ويضلوا, وبعد ذلك يضل الناس بهم.
حيث يأتي إبليس بهم ( أي يأتي بالأنبياء والرسل الكذبة ) الى الناس بثياب الحملان, مدعين بأنهم رسل وأنبياء الله, وقد جاءوا لهم بتعاليم وشرائع إلهية , لكي يهدوهم الى الطريق الصحيح ( أي الى طريق الله ).
ولكن في الحقيقة تعاليمهم هي تعاليم شيطانية مضلة, تؤدي بالناس الى طريق الهلاك.
لذلك حذرنا الرب يسوع المسيح من هؤلاء الأنبياء الكذبة الذين يأتون بثياب الحملان, ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.كما جاء في إنجيل متى ( 7: 15 ) .
وأيضاً لقد وصفهم لنا الرب يسوع المسيح, لكي نعرفهم ونميزهم, فقال :( من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً؟. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار. فأذاً من ثمارهم تعرفونهم ) إنجيل متى ( 7 : 16 _ 20 ) .

 



السؤال / ما معنى قول المسيح : أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله؟

الإجابة : لقد قصد الرب يسوع المسيح له كل المجد من كلامه هذا, أن يتم فصل الدين عن السياسة, أي أن نعطي حق الله لله وحق القيصر ( الذي يمثل الدولة ) للقيصر.
فحق الله هو أن ندفع نحن العشور للكنيسة, وحق القيصر هو أن ندفع نحن الضرائب للدولة, وبهذه المقولة التي للمسيح ( أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله )التي ذكرت في إنجيل متى ( 22: 21 )وإنجيل مرقس ( 12: 17 )وإنجيل لوقا ( 20: 25 ) أستنار بها المسيحييون, ولم ينجح الغرب ذات الأغلبية المسيحية وتحديداً أوربا إلا حينما طبقوا كلام المسيح,أي عندما فصلوا في عصر النهضة الدين عن السياسة.
وقد يعتقد البعض بأن عندما تم فصل الدين عن السياسة في الغرب, قد تخلى الغرب عن إيمانه بالمسيح, وقد أنهارت كل قيمه الروحية والخ...
ولكن الحقيقة ليست كذلك, لأن عندما طبق الغرب تعاليم المسيح أي عندما أعطى الغرب حق الله لله ( أي بدفعهم العشور للكنيسة ) أستطاعوا أن ينشروا بشارة الإنجيل في كل مكان في العالم .
فبدفعهم العشور للكنيسة يتم سنوياً :
أولاً : دعم المبشرين ( أي المرسلين ) وعائلاتهم مادياً, مما يؤدى ذلك الى وصول البشارة الى أماكن وشعوب وقبائل لم تسمع بالمسيح ولا بعمله على الصليب أطلاقاً, سواء في أمريكا اللاتينية, أسيا, أفريقيا وأماكن أخرى عديدة.
ثانياً : يتم بناء المئات من الكنائس حول العالم, التي يتم تمجيد أسم الرب فيها.
ثالثاً : يتم طبع وترجمة عشرات الملايين من الكتب المسيحية سنوياً, كالكتاب المقدس وكتب مسيحية أخرى.
رابعاً : يتم تأسيس العشرات من الجامعات والكليات اللاهوتية حول العالم.
خامساً : يتم أقامة المئات من المؤتمرات المسيحية الخلاصية حول العالم.
سادساً : قد تستخدم العشور أيضاً في نشر بشارة الإنجيل الى جميع أقاصي الأرض عن طريق الميديا, مما جعلت كل هذه الأمور التي ذكرناها, أن تكون المسيحية أكبر أديان العالم أعتناقاً .
حيث تشكل المسيحية ثلث سكان العالم, أي يقدر عدد المسيحيين حسب أحصاءات 2015 ب 2,000,000,000 مليار و 400,000,000 مليون إنسان. فالمسيحية تعتبر حالياً عقيدة الأغلبية السكانية في 120 بلداً من أصل 190 بلداً مستقلاً في العالم .
هذا من ناحية, أما من ناحية أعطاء ما لقيصر لقيصر, أي عندما أعطى الغرب حق القيصر لقيصر ( أي بدفعهم الضرائب للدولة ) أستطاعت الدول ( الحكومات ) من تقديم خدمات كثيرة لمواطنيها كبناء المدارس والمستشفيات والطرقات والحدائق والجسور والبنى التحتية الأخرى .
وأيضاً أستطاعت توظيف موظفين في قطاعات كثيرة التي يقومون بدورهم بخدمة المواطنين كالمدرسين والمهندسين والأطباء والممرضين والخ ....
وأيضاً تقوم هذه الدول أو الحكومات التي تأخذ الضرائب من شعوبها بتقديم خدمات مجانية كما هو حاصل في المستشفيات الحكومية التي يُعالج فيها المواطنون بالمجان, وجعلت هذه الدول الحضانات,المدارس والجامعات شبه مجانية والخ....
وختاماً نقول : فبفضل تعليم الرب يسوع المسيح حينما قال ( أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) أنتشرت بشارة الإنجيل ومازالت تنتشر الى يومنا هذا, وأيضاً أصبحت الشعوب التي تطبق هذه التعاليم من أكثر الشعوب رفاهية وأصبحت بلدانهم من أرقى البلدان في العالم .


 



ما هو المفهوم المسيحي عن تناسخ الأرواح ؟

المقدمة :
أن مفهوم عقيدة تناسخ الأرواح أو التقمص هو مفهوم هندوسي بحت وقد تبنته ديانات أخرى كثيرة ك الديانة البوذية والسيخية والخ...
يقوم على فكرة أن أسلوب حياة الإنسان الآن, يحدد نوعية حياته التي ستكون له في حياته القادمة. فأذا كان الإنسان صالح ويعمل أعمال صالحة ويسعى للقداسة في هذه الحياة, سوف يكافئ بأن يتناسخ أو يتقمص ( أي يولد مرة آخرى في جسد أرضي جديد ) في حياة مريحة, واذا كان الإنسان شرير ويعمل أعمال شريرة في هذه الحياة, سوف يعاقب بأن يتناسخ أو يتقمص في حياة غير مريحة. بكلمات آخرى, أن الإنسان سوف يحصد في حياته القادمة ما يزرعه في حياته الحاضرة.
وتقول عقيدة تناسخ الأرواح أو التقمص , أن الروح عندما تفارق الجسد لا تذهب الى مكان ما , كالفردوس أو الهاوية أو الملكوت أو الجحيم لتقضي هناك أبديتها , بل تنتقل من حال الى حال ومن جسد يموت الى جسد آخر يولد , لمرات عديدة لا نهاية لها.
ومن الممكن أن تحل روح الإنسان الذي مات في وضع أسوء مما كانت عليه سابقاً , كحلولها في جسد حيوان يولد أو في نبات .

ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن تناسخ الارواح أو التقمص ؟

ان الكتاب المقدس بشكل عام والعهد الجديد بشكل خاص لا يعُلم بمبدء تناسخ الارواح أو التقمص ( أي أنتقال الروح من إنسان الى آخر بعد موته أو الى أي كائن آخر ). وتعليم الإنجيل واضح في قصة ( ألعازر والغني ), الذي ذكرت في الانجيل كما دونه لوقا. ( فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضاً ودفن فرفع عينيه في الهاوية وهو في عذاب ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر في حضنه ). لوقا ( 16: 22_23 ).
لنرى عبارة مات المسكين ثم حملته الملائكة الى حضن آبراهيم (أي انتقل الى الفردوس مباشرتاً, لأن آبراهيم في الفردوس ) وليس في انسان آخر. ولنرى عبارة مات الغني أيضاً ودفن فرفع عينيه في الهاوية ( أي وجد نفسه في الهاوية مباشرتاً بعد موته ) وليس ليسكن في إنسان آخر أو كائن آخر.
فهذه الآيات تؤكد أنه بمجرد أنتهاء حياة الإنسان على الارض تنتقل روحه ونفسه مباشرتاً الى الفردوس أو الى الهاوية الى أن يأتي المسيح ثانيتاً فيأخذ الأبرار الى الملكوت ويذهب الأشرار الى الجحيم .
وورد شاهد آخر كما جاء في رسالة الى العبرانيين( كما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ) رسالة الى العبرانيين ( 27:9 ).
ومعنى عبارة يموتوا مرة واحدة أي لا أستنساخ ولا تقمص, بل ان الإنسان بموته ينتقل الى مصيره الأبدي. كما ان الإنجيل لا يعُلم بمبدء تناسخ الأرواح أو التقمص كوسيلة ( يتنقى بها الإنسان من خطاياه ). عبر مروره بدورة من المراحل ينتقل فيها من حياة الى حياة أخرى وهكذا.
بل يعلمنا الإنجيل ان التبرير من الخطيئة هو بالتوبة والإيمان بالمخلص الوحيد الرب يسوع المسيح, وليس بأي وسيلة أخرى. لأن فقط بدم المسيح الذي سفك من أجلنا على الصليب نستطيع ان نتطهر من كل خطايانا وآثامنا. بشرط أن نأتي الى المسيح بتواضع وتوبة صادقة معترفين بخطايانا وطالبين رحمته وغفرانه. كما جاء في رسالة يوحنا الاولى ( أن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر خطايانا ويطهرنا من كل اثم )رسالة يوحنا الاولى ( 1: 9 ).

الرد على الشبهات التي يقال عنها بأنها تبرهن وجود عقيدة تناسخ الارواح أو التقمص في الكتاب المقدس :
أولاً : فقد يدعي البعض ان روح إيليا النبي تقمصت بجسد يوحنا المعمدان والدليل هو بما جاء في الانجيل ( لا تخف يا زكريا, لان طلبتك قد سمعت,وامرأتك اليصاباتت ستلد ابناً وتسميه يوحنا ) الذي دونه لوقا ( 1 :133 ).
( ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته, ليرد قلوب الأباء الى الأبناء والعصاة الى فكر الأبرار, لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً ) الذي دونه لوقا ( 1 : 177 ) .
( لأن جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا . وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع ان يأتي ) الذي دونه متى ( 11 : 13 و 14 ).
( فاجاب يسوع: ان إيليا يأتي اولاً ويرد كل شيء. ولكني اقول لكم ان إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما ارادوا. كذلك ابن الانسان أيضاً سوف يتألم منهم. حينئذ فهم التلاميذ انه قال لهم عن يوحنا المعمدان ) الذي دونه متى ( 17 : 11 __ 133 ).
والرد على هذه الشبهات هو رد يوحنا المعمدان نفسه عندما سألوه أن كان هو إيليا النبي, حيث قال وبكل وضوح أنه ليس إيليا النبي كما جاء في الانجيل ( وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ليسألوه: من أنت ؟ فاعترف ولم ينكر واقر اني لست انا المسيح . فسألوه: إذاً ماذا ؟ إيليا النبي أنت ؟ فقال لست أنا ) الذي دونه يوحنا ( 1 : 19 ).
فهذه الاية توضح لنا بأن روح إيليا النبي لم تتقمص في جسد يوحنا المعمدان.
ولكن جواب يوحنا هذا يجعلنا ان نتسأل, أن لم يكن يوحنا المعمدان هو إيليا, فما قصد الرب يسوع المسيح أذاً عندما قال أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه, وكان يقصد بهذا يوحنا المعمدان ؟!
الأجابة هي : أن الرب يسوع المسيح كان يتكلم عن يوحنا المعمدان وليس عن إيليا النبي, ولكن كان يقصد الرب يسوع المسيح بهذا الكلام بأن يوحنا المعمدان عمل كعمل إيليا النبي, أي قد واجه الخطيئة بكل جراءة, وأرشد الناس الى الله. وقد سبق أن تنبأ ملاخي عن مجيء نبي يماثل إيليا النبي ( هانذا ارسل اليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب اليومم العظيم والمخوف )كما جاء في سفر ملاخي ( 4 : 55 ).
ثانياً : فقد يدعي البعض بأن روح أحد الأنبياء تقمصت بجسد يسوع المسيح, والدليل على ذلك بما جاء في الانجيل( ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سالل تلاميذه من يقول الناس اني انا ابن الانسان ؟ فقالوا: قوم يوحنا المعمدان واخرونن إيليا واخرون ارميا او واحد من الأنبياء ) كما جاء في الانجيل الذي دونه متى (16: 13_14 ).
والرد على هذا الادعاء هو في الانجيل ( قال لهم: وانتم من تقولون اني انا ؟ فاجاب سمعان بطرس انت هو المسيح ابن الله الحي. فقال له يسوع: طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحماً ودماً لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات ) كما جاء في الانجيلل الذي دونه متى ( 16: 15_17 ).
فهذه الآية تثبت ان لا روح يوحنا المعمدان ولا روح إيليا ولا روح ارميا ولا روح احد الأنبياء تقمصت في جسد المسيح. بل بطرس أعترف بأن يسوع هو ابن الله وانه المسيح الذي طال انتظاره. وان جواب التلاميذ على سؤال الرب يسوع عن من يقولوا الناس هو, كان بالرأي الذي شاع بين الناس, وهو ان يسوع المسيح هو أحد الأنبياء العظام, وقد قام من الموت. وربما نبت هذا الأعتقاد بسبب مما جاء في سفر التثنية. حيث وعد الله موسى أن يقيم نبياً من بين الشعب ( أقيم لهم نبياً من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به ) كما جاء في سفر التثنية ( 18: 188 ) .
ثالثاً : فقد يدعي البعض بأن روح إيليا تقمصت في أليشع, والدليل على ذلك بما جاء في سفر ملوك الثاني( ولما عبر قال إيليا لأليشع اطلب ماذا افعل لك قبل ان اوخذذ منك. فقال أليشع ليكن نصيب اثنين من روحك علي ) سفر ملوك الثاني ( 2: 99 ).
( ولما راه بنو الانبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد استقرت روح إيليا على أليشع. فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض ) سفر ملوك الثاني ( 2: 155 ).
قبل الرد على الشبهات يجب علينا ان نعرف ما هي خلفية أليشع في الطلب:
ان طلب أليشع نصيبين من روح إيليا, كان مبني على أعتبار أليشع نفسه ليس فقط تلميذ لإيليا, بل انه الابن البكر لإيليا. إذ كانت العادة ان يأخذ الابن البكر نصيبين اثنين من ميراث الأب. كما جاء في سفر التثنية( بل يعرف ابن المكروهة بكرا ليعطيه نصيب اثنين من كل ما يوجد عنده , لانه هو اول قدرته , له حق البكورية ) سفرر التثنية ( 21: 17 ). فطلب أليشع أن يكون وارثاً لإيليا, او خليفة له, ليواصل عملل إيليا كقائد للأنبياء. ولكن قرار منح أليشع سؤاله, كان من حق الله. وقد كان هذا الطلب جريئاً, ولكن الله منحه ذلك, لأن دوافع أليشع كانت طاهرة, فلم يكن هدفه الرئيسي أن يكون أفضل أو أقوى من إيليا. بل طلب هذا لينجز أكثر من إيليا من أجل الله.
والآن نرجع ونرد على الأدعاء بأن روح إيليا تقمصت في أليشع :
كما أشرنا سابقاً, بأن مفهوم عقيدة تناسخ الأرواح أو التقمص يقول أن الروح يا أما تعود الى نفس الجسد بعد فترة زمنية وهذا لا ينطبق في هذه الحالة لأن روح إيليا كانت في جسد إيليا في نفس الوقت التي كانت روح أليشع في جسد أليشع. أو ان تحل روح الانسان الميت في جسد الجنين الذي لم يولد بعد, وهذا أيضاً لا ينطبق لأن أليشع لم يكن جنين كي تحل فيه روح إيليا, بل أليشع كان رجل كبيرعندما طلب نصيبين من روح إيليا.
ولو كان اليشع يقصد بطلبه تناسخ الارواح او التقمص , لكان إيليا وبخه . ولكن قد رأينا إيليا يقول لأليشع انه صعب السؤال . كما جاء في سفر ملوك الثاني ( فقال صعبت السؤال . فأن رايتني اوخذ منك يكون لك كذلك والا فلا يكون ) . سفر ملوكك الثاني ( 2: 100 ) .
وأيضاً فقد رأينا أن بنو الأنبياء لقد بحثوا عن إيليا كامل حي لا فقط عن جسده . كما جاء في سفر ملوك الثاني ( ولما راه بنو الأنبياء الذين في اريحا قبالته قالوا قد أستقرت روح إيليا على أليشع. فجاءوا للقائه وسجدوا له الى الارض, وقالوا له هوذا مع عبيدك خمسون رجلاً ذوو بأس فدعهم يذهبون يفتشون على سيدك, لئلا يكون قد حمله روح الرب وطرحه على احد الجبال او في احد الاودية. فقال لا ترسلوا. فالحوا عليه حتى خجل وقال ارسلوا. فارسلوا خمسين رجلاً ففتشوا ثلاثة ايام ولم يجدوه. ولما رجعوا اليه وهو ماكث في اريحا قال لهم اما قلت لكم لا تذهبوا ) سفر ملوكك الثاني (2: 15_188 ).
رابعاً : فقد يدعي البعض بأن الانسان المولود اعمى الذي شفاه المسيح, المذكورة قصته في الانجيل. لقد ولد اعمى في زمن المسيح نتيجة لعمله الشر في حياته السابقة وهذا ما يثبت وجود عقيدة تناسخ الارواح أو التقمص في الانجيل ( وفيما هو مجتاز رأى انساناً اعمى منذ ولادته, فسأله تلاميذه قائلين يا معلم , من أخطأ: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى ؟ ) كما جاء في الانجيل الذي دونه يوحنا ( 9: 1و22 ).
قبل الرد على الشبهة يجب علينا أن نعرف الخلفية التاريخية التي كانت تسود المجتمع اليهودي في عصر المسيح :
لقد كان لدى اليهود فكرة عن بداية الخطيئة منذ حياة الانسان وتكوينه في الرحم, فهم يعتقدون ان في إمكان الانسان ارتكاب الخطايا وهو في بطن أمه قبل ان يولد. وقد جاء في الأدب اليهودي القديم محادثة خيالية بين المدعوا ( انطونيوس ) وبين الحبرر اليهودي ( يهوذا ).
سأل أنطونيوس قائلاً: في أي وقت يبدأ الشيطان عمله, منذ لحظة تكوين الطفل في بطن أمه, أم منذ ولادته؟
فأجاب الحبر اليهودي : منذ تكوين الجنين. ويعترض أنطونيوس على هذا الرأي محاولاً أن يقنع محدثه بخطأ رأيه, فيقول: لو كان الشر يبدأ منذ تكوين الجنين, لتضايق الجنين من السجن الذي يحيا فيه, وراح يرفس ويمزق بطن وأحشاء أمه. وربما أدى ذلك الى موتها, أو الى خروجه قبل الأوان. أما الحبر اليهودي فبحث في كتب الناموس فلم يجد إلا الآية التي جاءت في سفر التكوين ( هناك خطيئة رابظة عند الباب ) سفر التكوين ( 4: 47 ). وفسرها بقوله أنه عند باب الرحم تكمن الخطيئة منتظرة اللحظة التي يتكون بها الانسان, ملازمة إياه طيلة فترة الحمل مولودة معه بولادته , متجاهلاً ان المقصود بالنص هو ذبيحة الخطيئة وليس الخطيئة. وربما يكون ما ذكره المعلم اليهودي هو نتيجة لفهم خاطىء لقول النبي داود ( هانذا بالأثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي ) مزمور ( 51 : 55 ).
فهذه هي الخلفية الفكرية التي كانت تسود المجتمع اليهودي, والتي دفعت التلاميذ أن يسألوا المسيح , هل أخطأ هذا أم أبواه ؟
والان نرجع ونرد على هذا الأدعاء من كلام الرب يسوع المسيح الذي ذكر في الانجيل ( أجاب يسوع : لا هذا أخطأ ولا أبواه , لكن لتظهر اعمال الله فيه ) كما جاء فيي الانجيل الذي دونه يوحنا ( 9: 3 ). فهذه الآية تثبت بأن المولود أعمى ولد أعمى ليسس لانه أخطأ في حياته السابقة كما يدعون الغير فاهمين للكتاب المقدس, بل كما قال رب المجد يسوع لتظهر اعمال الله فيه.

الظاهرة التي تحدث لكثير من الناس, التي يدعون بها أصحاب الديانات التي تؤمن بتناسخ الارواح أو التقمص بأنها تثبت معتقدهم:
الظاهرةهي : ان مرات كثيرة تحدث لأناس مواقف معينة أو يسمعوا كلام معين أو يقولوأ كلام معين أو يكونوا في أماكن معينة أو مع أشخاص معينيين. ففجأةً يتذكرون بأن هذا الموقف قد مروا به أو قد حدث معهم من قبل أو هذا الكلام قد سمعوه أو قالوه هم من قبل أو انهم قد كانوا متواجين في هذا المكان من قبل أو انهم قد كانوا مع هذا الشخص أو مع هؤلاء الأشخاص من قبل , بالرغم من أنهم ولأول مرة يكون في هذا المكان او لأول مرة يلتقون بهذا الشخص أو الأشخاص أو ولأول مرة ينفتح هذا الموضوع فيسمعوا هذا الكلام أو انهم يقولوا هذا الكلام. فيتفاجئون ويحدث لهم تشويش فكري فيسألون أنفسهم مستغربين كيف يحدث هذا معهم ؟؟؟!!!
فبهذه الظاهرة يدعون أصحاب الديانات التي تؤمن بتناسخ الارواح أو التقمص بأن هذا الشيء يدل على أن الناس قد كانوا متواجدين في حياة سابقة وقد مروا بنفس المواقف وقد حدثت لهم كل هذه الأمور في حياتهم السابقة وبعد موتهم وتناسخهم في أجساد جديدة في هذه الحياة, قد يتذكروا كل هذه الأمور.

أما ردنا على هذه الأدعاءات هو :
أولاً : قد يحلم الانسان مئات الأحلام أن لم يكن الآلآف أو عشرات الآلآف في فترة حياته, وقد ينسى الانسان الكثير من هذه الأحلام. وبعد فتره من الزمن قد يتحقق أحد الأحلام الذي قد رأه في منامه, ففي أثناء تحقيق الحلم قد يستغرب الانسان لأن هذا الشيء الذي يحدث معه ( أي أثناء تحقيق الحلم ) قد مر به من قبل. ولكن لكثرة مشاغل الانسان في الحياة, قد لا يتذكر بأن هذا الشيء قد رأه في الحلم.
ثانياً : ربما قد يعيش الانسان في قرية أو مدينة صغيرة وان الأشخاص والمواضيع والأشياء والأحداث التي تكون من حوله محدودة جداً, فمن الممكن جداً أن تعاد رؤية الأماكن أو رؤية الأشخاص أو تعاد المواضيع والأشياء والأحداث من حولة.
ثالثاً : ربما قد يعيش الانسان في مدينة كبيرة ولكن علاقاته قد تكون محدودة والاماكن الذي يذهب اليها قد تكون محدودة, فمن الممكن جداً أن يرى نفس الأشخاص وتُطرح نفس المواضيع ويعاد نفس الكلام ويرى نفس الأماكن.
رابعاً : ربما قد يفكر الأنسان بموضوع معين أو بشخص معين أو بمكان معين ويتخيل بأن بأن يرى هذا الشخص ويقال كلام ما او يحدث شيء, فيسرح في مخيلته وبعد ذلك قد ينسى الذي كان يفكر به أو الذي كان يتمناه, وبعد فترة من الزمن الذي تمناه يراه يتحقق. فيستغرب ويظن بان الذي يمره به الأن قد مر به من قبل. 

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...