‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على شبهة في إنجيل متى ( 12: 38_40 ). إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على شبهة في إنجيل متى ( 12: 38_40 ). إظهار كافة الرسائل

الخميس، 25 مايو 2023

هل بقى المسيح ثلاثة أيام وثلاث ليال في القبر ؟







السؤال/ هل بقى المسيح ثلاثة أيام وثلاث ليال في القبر؟
كما بقى يونان النبي في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، كما هو مذكور في إنجيل متى ( ١٢: ٣٨_ ٤٠ )
فالآيات تقول (حِينَئِذٍ أَجَابَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً». فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ:«جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال ). إنتهى

الإجابة : عندما نريد أن نفهم نص ما، ذكر في الكتاب المقدس، فيجب علينا مراعاة الخلفية التاريخية للنص من ناحية اللغة والثقافة والقوانين التي كانت سائدة في ذلك الوقت، لكي نفهم ما هو المقصود من النص بالضبط.
وبما أن المسيح له كل المجد كان رجلاً يهودياً وكلامه كان مع رجال الدين اليهود ( الكتبة والفريسيين ) كما هو موضح في الآيات المذكورة أعلاه، فعلينا إذا" أن نعود إلى اللغة اليهودية وإلى الثقافة اليهودية التي كانت سائدة في ذلك الحين، لكي لا يكون فهمنا للنص خطأ.
فدعونا الآن أن نفسر النص حسب العرف اليهودي:
فبحسب التقويم اليهودي يبداء يوم جديد عند تمام الساعة السادسة مساءاً ويستمر حتى اليوم التالي الساعة السادسة مساءاً.
وبحسب التقويم اليهودي أيضاً كان يحتسب أي جزء من اليوم وكأنه يوم كامل ( اي أربعة وعشرين ساعة ) حتى وإن كانت ساعة واحدة تعتبر يوماً كاملاً عندهم.
فالمسيح له كل المجد مات وإنزل من الصليب وقبر في يوم الجمعة الساعة الثالثة بعد الظهر.
فمعنى هذا كانت الساعات الثلاثة المتبقية من الساعة الثالثة بعد الظهر لغاية الساعة السادسة مساءاً من يوم الجمعة تحتسب يوم كامل حسب التقويم اليهودي. أي اليوم الأول.
ومن الساعة السادسة مساءاً من نفس اليوم وهو يوم الجمعة لغاية يوم السبت الساعة السادسة مساءاً يحتسب يوماً كاملاً، اي يوماً ثانياً.
ومن يوم السبت الساعة السادسة مساءاً لغاية فجر يوم الأحد الذي قام به المسيح له كل المجد من بين الأموات ( أي هذه الفترة من الساعة السادسة مساءاً من يوم السبت لغاية فجر الأحد ) تحتسب أيضاً يوماً كاملاً، اي يوماً ثالثاً، لأنه كما ذكرنا سابقاً فبحسب التقويم اليهودي أي جزء من اليوم يحتسب يوماً كاملاً.
ومن أوضح الآيات التي تبين لنا بأن اليهود كانوا يحتسبون أي جزء من اليوم كأنه يوم كامل، نجدها في قصة أستير مع مردخاي المذكورة في العهد القديم وفي سفر أستير وفي الإصحاح الرابع
والآية السادسة عشر والسابعة عشر.
حيث نرى أستير في الإصحاح الرابع والآية السادسة عشر والسابعة عشر تقول لمردخاي أذهب وأجمع اليهود في شوشن وصوموا من أجلي ثلاثة أيام ليلا" ونهاراً وقالت أيضاً بأنها ستصوم مع جواريها وبعد ذلك تدخل الى محضر الملك، لأن حسب قوانين المملكة التي كانت تعيش فيها أستير في ذلك الوقت، كان لا يجوز لأحد سواء كان رجل أو امرأة أن يدخل الى محضر الملك بدون دعوة من الملك نفسه، وإلا سيقتل.
لذلك صامت أستير وجواريها ومردخاي مع جميع اليهود في شوشن لكي الرب يرحمها عند دخولها الى محضر الملك لكي تستطيع أن تنقض شعبها من هامان دون أن يأمر الملك بقتلها.
وفي سفر أستير وفي الإصحاح الخامس والآية الأولى، نرى أستير بأنها قد دخلت الى محضر الملك في اليوم الثالث وليس في اليوم الرابع، لأن كما ذكرنا سابقاً بأن اليهود يحتسبون أي جزء من اليوم وكأنه يوم كامل، كما هو موضح في الآيات أدناه،
فالآيات تقول: ( اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ». ١٧ فَانْصَرَفَ مُرْدَخَايُ وَعَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَتْهُ بِهِ أَسْتِيرُ ) سفر أستير ( ٤: ١٦_١٧ ).
والآية تقول: ( وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أَسْتِيرُ ثِيَابًا مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بَيْتِ الْمَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَالْمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ فِي بَيْتِ الْمُلْكِ مُقَابِلَ مَدْخَلِ الْبَيْتِ ) سفر أستير ( ٥: ١)
.
وفي العهد الجديد أيضاً نرى وبكل وضوح بأن اليهود يحتسبون أي جزء من اليوم وكأنه يوم كامل، كما هو مذكور في إنجيل متى والإصاح السابع والعشرون والآيات من الثانية والستون ولغاية السادسة والستون.
ففي هذه الآيات نرى بأن رجال الدين اليهود ( رؤساء الكهنة والفريسيين ) قد قالوا لبيلاطس بأن المسيح قد ذكر قبل موته بأنه سيقوم بعد ثلاثة أيام، لذلك قد طلبوا منه بأن يأمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث وليس إلى اليوم الرابع، لأن إذا كانوا اليهود يحتسبون الوقت كما نحتسبه نحن، لطلبوا من بيلاطس أن يأمر بضبط القبر إلى اليوم الرابع، وليس إلى اليوم الثالث، كما هو موضح في الآيات أدناه، فالآيات تقول: ( وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ. قَائِلِينَ:«يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!» فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ:«عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ ) إنجيل متى ( ٢٧: ٦٢-٦٦).
 

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...