‏إظهار الرسائل ذات التسميات ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 2 يونيو 2023

 


ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟


المقدمة :

ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبادة؟
فقد جاءت آيات عديدة في الكتاب المقدس تبين لنا بأن الله يحرم صناعة التماثيل والصور, ويحرم أيضاً تقديم العبادات وممارسات العبادة لهن.
كما جاء في سفر الخروج, فالآيات تقول : ( لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ . لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيّ . وَأَصْنَعُ إِحْسَاناً إِلَى أُلُوفٍ مِنْ مُحِبِّيَّ وَحَافِظِي وَصَايَايَ ) سفر الخروج ( 20: 4 _6 ),
وأيضاً قد جاء في سفر اللاويين, فالآية تقول : ( لا تصنعوا لكم أوثاناً ولا تقيموا لكم تمثالاً منحوتاً أو نصباً ولا تجعلوا في أرضكم حجراً مصوراً لتسجدوا له. لأني أنا الرب إلهكم ) سفر اللاويين ( 26: 1 ) ,
وأيضاً قد جاء في سفر إشعياء, فالآيات تقول : ( أنا الرب هذا أسمي ومجدي لا أعطيه لآخر ولا تسبيحي للمنحوتات. هوذا الأوليات قد أتت والحديثات أنا مخبرٌ بها. قبل أن تنبت أعلمكم بها ) سفر إشعياء ( 42 : 8_9 ) .
ويخبرنا الكتاب المقدس أيضاً, بأن العبادة الحقيقية المرضية لله, هي العبادة الخالية من المحسوسات والماديات, كالتماثيل والصور وماشابه ذلك. وأن نعبد الله ونسجد له بالروح والحق.
كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا, فالآيات تقول : ( وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ, اَللَّهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا ) إنجيل يوحنا ( 4: 23_24 ) .
وقد ذُكر أيضاً في الكتاب المقدس, بأن كل من يصنع تمثال ويخبئهُ يكون ملعوناً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالاً منحوتاً أو مسبوكاً رجساً لدى الرب عمل يدي نحات ويضعه في الخفاء . ويجييب جميع الشعب ويقولون آمين ) سفر التثنية ( 27: 15 ).
ونرى أيضاً بأن الله عندما تكلم مع شعب بني إسرائيل في زمن موسى, لم يظهر لهم بصورة, بل كلمهم من خلال صوت فقط, لئلا يفسدوا ويصنعوا لهم تمثالاً أو صورةً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( فكلمكم الرب من وسط النار وانتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتاً ) سفر التثنية ( 4: 12 ) .
وأيضاً في سفر التثنية, فالآيات تقول : ( فاحتفظوا جداً لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورةً ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار. لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير ما ذي جناح مما يطيرُ في السماء شبه دبيب ما على الأرض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الأرض. ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها ) سفر التثنية ( 4: 15_ 19 ) .
وقد كرر الوحي الإلهي في الكتاب المقدس تحذيره لشعب بني إسرائيل على فم موسى النبي كي لا يعصوا الله ويصنعوا لهم تمثالاً او صورةً, كما جاء في سفر التثنية, فالآية تقول : ( أحترزوا من أن تنسوا عهد الرب إلهكم الذي قطعه معكم وتصنعوا لأنفسكم تمثالاً منحوتاً صورةً كل ما نهاك عنه الرب إلهك ) سفر التثنية (4: 23 ) .
وبالرغم من كل هذا الكم الهائل من الآيات الموجودة في الكتاب المقدس التي تحرم صناعة التماثيل والصور, وتحرم عبادتهن أو أشراكهن في العبادة, مازال البعض يصنعوهن وليس ذلك فقط, بل يؤلهونهن. ولا يوجد ممارسة عبادة واحدة تخص الله ( كالسجود أو الصلاة أو التسبيح ) إلا وقدموها لهذه المواد المخلوقة والمصنوعة من أخشاب وأحجار وأوراق وأحبار ومعادن والخ.
فبدلاً من أن يقفوا في محضر الله, كما جاء في مزمور ( 140: 13 ) يقفون أمام التماثيل والصور, وبدلاً من أن يصلوا لله, كما جاء في الإنجيل الذي دونه متى ( 6 : 6 ) يصلون للتماثيل والصور.
وبدلاً من أن يسجدوا لله فقط , كما جاء في الإنجيل الذي دونه لوقا ( 4: 8 ) يسجدون للتماثيل والصور, وبدلاً من أن يسبحوا لله, كما جاء في مزمور ( 65: 1 ) يسبحون ويبخرون للتماثيل والصور.
وبدلاً من أن يطيعوا الله لكي يحصلوا على البركة, كما جاء في سفر التثنية ( 29 : 9 ) فأنهم يتمسحون بالتماثيل والصور لنوال البركة والخ.....
مبررين كل عباداتهم التي يقدمونها للأصنام بتبريرات ملتوية واضحة الزوغان بما يلي :
أولاً : بأنهم لايعبدون التماثيل والصور, بل الممارسات التي يقومون بها, هي أحتراماً وأكراماً للأشخاص التي تمثله هذه التماثيل والصور.
فردنا على هذا الكلام كالاتي :
أن هذا العذر الذي يقدمونه هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون هذه الأمور, هو عذر يستعمله الوثنيين بقولهم, إن الممارسات التي يقدمونها لأصنامهم, ك صلوات وتضرعات وأبتهالات وذبائح ليست للأصنام, بل هي للأشخاص التي تمثله هذه الأصنام .
ولكن مهما تكن التبريرات فأنها بنظر الله عبادة أوثان!
وأيضاً لقد جاء في الكتاب المقدس وفي سفر الرؤيا, أن الملاك قد رفض أن يسجد له يوحنا سجود الأحترام. لأنه عبد, فالآية تقول : ( فخررت أمام رجليه لأسجد لهُ, فقال لي : أنظر! لا تفعل ! أنا عبدٌ معك ومع أخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. أسجد لله! فان شهادة يسوع هي روح النبوة ) سفر الرؤيا (10:19) .
( فقال لي : لا تفعل! لأني عبد معك ومع أخوتك الأنبياء. والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. أسجد لله! ) سفر الرؤيا ( 9:22 ).
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى, فكثيراً ما شبه الكتاب المقدس علاقة الله بشعبه كعلاقة الزوج بزوجته, كما جاء في سفر إشعيا ( 62 : 5) .
وأيضاً كما جاء في رسالة بولس الرسول الى اهل افسس ( 5: 21 _ 32 ) .
فمثلما يوجد أشياء خاصة في العلاقة الزوجية بين الزوج والزوجة لا يستطيع أي أحد الأشتراك بها, هكذا يجب أن تكون العلاقة بين الله وشعبه.
فالكتاب المقدس يخبرنا بأن الله هو العريس والكنيسة ( نحن كشعب الله ) العروس.
فبالرغم من أن العريس يسمح لعروسته أن تحب وأن تحترم أهله وأقربائه والآخرين, إلا أنه لا يسمح لها أبداً على سبيل المثال بأن تقوم بالتحدث معهم بكل ما تتحدث به معه وأيضاً لا يسمح لها بأن تقوم بفعل معهم كل ماتفعله معه في العلاقة الزوجية.
ولكن فأن قامت العروسة بالغاء الخصوصية التي بينها وبين عريسها وفعلت كل الاشياء التي تفعلها مع عريسها مع الآخرين فتعتبر قد خانته أي قد زنت عنه.
فهكذا الله كعريسنا يسمح لنا بأن نحب و نحترم كل البشر وعلى رأسهم القديسة مريم العذراء وبقية القديسيين والقديسات, إلا أنه لا يسمح لنا أبداً بأن نلغي خصوصيته كخالق وكإله, فلا يسمح لنا بأن ( نسجد او ننحني او نصوم او نسبح غيره ) أو ( نصلي لغيره ) , ( او نطلب من غيره ) وأن فعلنا ذلك فيعتبر هذا خيانة له.
ثانياً : يقولون بأنهم يستخدمون التماثيل والصور كوسائل أيضاح تساعدهم على التركيز في الصلاة وتجعلهم يشعرون بالقرب من الله.
فردنا على ذلك كالتالي :
أن كلمة الله تعلمنا, بأن حتى وأن لم نرى الرب وجهاً لوجه حالياً ونحن في الجسد يجب أن نسلك بالأيمان لا بالعيان, كما جاء في رسالة كورنثوس الثانية, فالآيات تقول : ( فاذا نحنُ واثقون كل حين وعالمون أننا ونحنُ مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب. لأننا بالإيمان نسلكُ لا بالعيان ) كورنثوس الثانية (5: 6_7).
ثالثاً : يقولوا أن كل الآيات التي تحرم صناعة التماثيل والصور, مذكورة في العهد القديم , والعهد القديم كان لشعب بني إسرائيل, ونحن كمسيحيين لسنا ملزمين بتطبيق هذه الوصايا, لأن نحنُ لدينا العهد الجديد والعهد الجديد لا يحرم صناعة التماثيل والصور ولا يحرم أستخدامها في العبادة.
فردنا على ذلك هو :
هل يوجد شخص مسيحي لا يؤمن بتحريم الزنى التي جاء في العهد القديم في الوصايا العشر ؟
الإجابة : أكيد كلا, كل المسيحيين يؤمنون بتحريم الزنى .
أذاً لماذا لا نؤمن بتحريم صناعة التماثيل والصور, التي جاء من ضمن الوصايا العشر؟
2_ هل يوجد شخص مسيحي يقبل أن يكون هناك زنى في الكنائس ؟!
الإجابة : اكيد كلأ, اذاً لماذا نقبل أن تكون التماثيل والصور في الكنائس؟!
فأن الذي قال في العهد القديم وفي الوصايا العشر لا تزني هو نفسه الذي قال لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً أو صورة ولا تسجد لهن ولا تعبدهن. فلماذا نقبل وصية ونرفض آخرى ؟!
هل من المعقول أن الله يحترم كلمته التي تحرم الزنى ولا يحترم كلمته التي تحرم صناعة التماثيل والصور والتي تحرم السجود لهن وعبادتهن ؟!
فيا عزيزي القاريء فكر بهذا الكلام حتى تعرف الحق والحق يحررك.
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان هذا الأدعاء هو أدعاء الناس الغير دارسين والغير فاهمين لكلمة الرب, لأن الدارسين والفاهمين لكلمة الرب يعرفون جيداً بأن كل الكتاب المقدس بكلا عهديه ( القديم والجديد ) هو كتاب واحد موحى به من الله, كما جاء في الانجيل الذي دونه متى وعلى فم الرب يسوع المسيح فقال : ( لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أوالأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل ) متى ( 5: 17 ).
وقال الرب أيضاً( فأني الحق أقول لكم:الى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل ) متى ( 5: 18 ).
وقد جاء أيضاً في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس, فالآية تقول : ( كل الكتاب هو موحى به من الله, ونافعٌ للتعليم والتوبيخ, للتقويم والتأديب الذي في البر, لكي يكون إنسان الله كاملاً, متأهباً لكل عمل صالح ) تيموثاوس الثانية ( 3 : 16 ) ,
وأيضاً في رسالة الى أهل رومة, فالآية تقول : ( لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ ) رومة (15: 4 ) .
ويعرفون ايضاً بأنه يوجد آيات عديدة في العهد الجديد تحرم وتحذر من التماثيل والصور والأيقونات كالتي جاء في رسالة يوحنا الأولى, فالآية تقول : ( أيها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام. آمين ) يوحنا الأولى (5: 21) .
رابعاً : دائماً يشبهون تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او للمسيح بصور الأهل أو الأقرباء, فيسألوا فهل الأحتفاظ بصور الوالدين اوتقبيلها او وضعها في البيت حرام وشيء يغضب الله؟
فردنا على ذلك هو:
أن تشبيه الممارسات التي تمارس مع تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين وللمسيح بممارسات التي تمارس مع صور الأهل والأقرباء هو تشبيه خاطئ. لأن الممارسات التي تمارس مع التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح ليست نفس الممارسات التي تُمارس مع صور الأهل والأقرباء. لأن صور الأهل والأقرباء ( كصور الوالدين مثلاً ) لا تكون في اماكن العبادة كالكنائس أو الأديرة ولا تكون متواجدة في بيوت مئات الملايين من المسيحيين ولا في اماكن عملهم ولا معلقة على رقابهم ولا في سياراتهم ولا في أماكن أخرى كقمم الجبال أو على التلال أو في مداخل القرى أو المدن. وأيضاً أن صور الأهل والأقرباء لا ينحنون ولا يسجدون لها, ولا يبخرون ولا يصلون ولا يوقدون الشموع امامها, ولا يتمسحون بها لنوال البركة منها.أما تماثيل وصور وأيقونات التي للقديسين او التي للمسيح فتكون متواجدة في كل اماكن العبادة, وتكون تقريباً متواجدة في كل مكان من حولنا. فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع امامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها والخ.
خامساً : عندما نخبرهم بأن الله قد حرم صناعة التماثيل والصور والأيقونات وقد حرم عبادتهن او استخدامهن في العبادة. فيجيبونا ان تفسيركم لهذه الآيات كالتي جاءت في سفر الخروج ( 20: 4_66 ) هو تفسير خاطئ, لأن الآيات تحرم صناعة كل التماثيل والصور. فكيف تحللون لأنفسكم وللناس الصور التذكارية والصور الشخصية كالتي تُستخدم في الوثاق الرسمية مثل ( جواز سفر, هوية أحوال مدنية, شهادة ميلاد, شهادات دراسية )وتحرمون صور المسيح وصور القديسيين والقديسات. فالمفروض حسب الآيات ان لا يكون هناك اي صور اطلاقاً. لأن الآيات تحرم كل الصور. فلماذا تحللون اشياء وتحرمون أشياء أخرى حسب أهوائكم ؟
فردنا على ذلك هو :
أننا لا نحلل ولا نحرم حسب أهوائنا, بل نحن نفسر آيات الكتاب المقدس حسب الطريقة التي علمها الله لنا. فالله قد علمنا أن نفسر آيات الكتاب المقدس بالروح لا بالحرف. لأن الحرف يقتل أما الروح يحيي, كما جاء في رسالة بولس الرسول الثانية الى أهل كورنثوس ( الذي جعلنا كفاة لان نكون خدام عهد جديد . لا الحرف بل الروح, لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي ) كورنثوس الثانية ( 3: 6 ).
سادساً : دائماً يتسألوا هل من المعقول أن كل الشمامسة والقسس والمطارنة والبطاركة والبابوات والرهبان والراهبات ومئات الملايين من المسيحيين لا يعرفوا أن صناعة التماثيل والصور حرام وأن الممارسات التي يمارسونها مع التماثيل والصور حرام ؟
فردنا على ذلك هو :
ان الكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا واعوزهم مجد الله. كما جاء في رسالة الى أهل رومة( إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ) رومة (3: 23).
وأيضاً لقد جاء في رسالة يوحنا الأولى فالآية تقول : ( إن قلنا إنهُ ليس لنا خطية نُضلُ أنفسنا وليس الحق فينا ) يوحنا الأولى (1: 8 ).
وأيضاً في نفس الرسالة ( إن قُلنا إننا لم نخطئ نجعله كاذباً, وكلمتهُ ليست فينا ) يوحنا الأولى (1: 10).
فالكتاب المقدس يخبرنا بأن كل البشر أخطأوا ومعرضين للخطأ إلا المسيح, لأن المسيح هو الله الظاهر في الجسد. هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى ليس شرطاً أن تكون الأغلبية تتبع الحق دائماً. ودليلنا على ذلك هو من الكتاب المقدس, ففي العهد القديم وفي زمن نوح الذين كانوا يتبعون الحق كانوا ثمانية أشخاص فقط , كان نوح وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم, أما بقية البشر فكانوا ضالين.
وفي العهد الجديد فالذين كانوا يتبعون الحق ( اي المسيح ) الذي هو الطريق والحق والحياة كانوا في البداية أثنا عشر شخص فقط والأغلبية كانوا ضالين ويعتقدون بأنهم على حق. ومن بين هذه الأغلبية الضالة كانوا رجال دين كالكتبة والفريسيين والصدوقيين.
سابعاً : دائماً يتحججون بقولهم ان كانت التماثيل والصور والأيقونات حرام وعكس مشيئة الله, فكيف يسمح الله بحدوث فيهن معجزات ( كنزول الماء والزيت والدم ) منهن؟
وردنا على ذلك هو :
أن حدوث التي يقال عنها المعجزات في التماثيل والصور والأيقونات التي للقديسيين او للمسيح كنزول( الماء والزيت والدم )ليس دليل على أنها معجزات حقيقية من الله, لأن مثل هذه المعجزات تحدث أيضاً في تماثيل وصور بوذا, وتحدث في تماثيل وصور الإلهة الهندوسية التي يتجاوز عددها 330 مليون إله وإلهة, وتحدث في صور بعض الأئمة للمسلمين, مع العلم أن هذه الأديان حسب أيماننا المسيحي أديان ليست من عند الله. ومادام أن هذه الأديان ليست من عند الله, اذاً المعجزات التي تحدث في تماثيل وصور إلهتهم وإئمتهم هي من الشيطان , وان كانت من الشيطان فالتي يقال عنها معجزات التي تحدث في تماثيل وصور وأيقونات القديسيين التي لدينا هي من الشيطان. والدليل على ذلك هو فبالرغم من ان إلهنا ليس إلههم ولا تعاليمنا هي كتعاليمهم, ولكن الذي يحدث مع تماثيل وصور وأيقونات قديسينا يحدث نفسه مع تماثيل وصور إلهتهم وإئمتهم. فأذاً مصدر المعجزات هو مصدر واحد وهو الشيطان.
ثامناً : يقولون لنا كيف تحرموا صناعة التماثيل والصور والأيقونات والله بنفسه قد أمر بصناعتها كتمثال الحية النحاسية وكتمثالي الكاروبين.
التي جاء ذكرها في سفرالعدد, فالآيات تقول : ( وتكلم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا اصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لانه لا خبز ولا ماء وقد كرهت انفسنا الطعام السخيف . فارسل الرب على الشعب الحيات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل. فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطانا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيات.فصلى موسى لاجل الشعب . فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر( اي بالأيمان ) اليها يحيا . فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر الى حية النحاس يحيا ) سفر العدد ( 21: 5 _ 9 ).
وفي سفر الخروج, فالآيات تقول : ( وتصنع غطاء من ذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفي الغطاء. فاصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر على الطرف من هناك. من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفيه. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما الى فوق مظللين بأجنحتهما على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر. نحو الغطاء يكُونُ وجها الكروبين. وتجعل الغطاء على التابوت من فوق . وفي التابوت تصنع الشهادة التي أعطيك. وأنا أجتمع بك هناك واتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبين اللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل )
سفر الخروج ( 25: 17 _22 ).
وفي سفر ملوك الأول, فالآيات تقول :
( وعمل في المحراب كروبين من خشب الزيتون, علو الواحد عشر أذرع. وخمس أذرع جناح الكروب الواحد, وخمس أذرع جناح الكروب الآخر. عشر أذرع من طرف جناحه إلى طرف جناحه ) سفر ملوك الأول ( 6: 23 _24 ).
فردنا على صناعة الحية النحاسية التي جاء في سفر العدد هو:
أن الأمر بصناعة الحية النحاسية في العهد القديم كان أمر واضح ومباشر من قبل الله لموسى فقط, وكانت الحية النحاسية ترمز لصليب المسيح, وعندما قال الله لموسى كل من ينظر اليها ( أي بالأيمان ) يحيا, فكان قصد الله من ذلك هو ان الخلاص بالأيمان بعمل المسيح الذي سيتم على الصليب ( الذي هو خطة الله لخلاص البشر ) لا بأي عمل آخر.
فنوال الخلاص هو بالأيمان بعمل المسيح وليس بالتبخير ولا بالانحناء ولا بالسجود لتماثيل ولصور ولأيقونات المسيح . ودليلنا على هذا الكلام هو من كلام الرب يسوع عندما تحدث مع نيقوديموس عن حتمية موته على الصليب لخلاص البشر، فتكلم عن الحيةالنحاسية التي رفعت على سارية قائلًا ( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ) كما جاء في الإنجيل الذي دونه يوحنا ( 3: 14_16 ) فعندما أتى المرموز اليه ( أي المسيح ) ينتهي دور الرمز.
وأيضاً بعد مجيء المسيح لا يوجد أي أمر مباشر او غير مباشر من قبل الله لأي مخلوق يسمح بصناعة تماثيل وصور وأيقونات للمسيح أو لغيره من القديسين أو القديسات.
هذا من ناحية ومن ناحية آخرى, فنحن أن أكملنا باقي القصة عن ما حدث للحية النحاسية التي جاء ذكرها في سفر ملوك الثاني فسنرى عندما بدأ العبرانيون يستخدمونها في العبادة, قام الملك ألتقي حزقيا بسحقها وقام بأزالة وكسر كل التماثيل الأخرى, لكي يعيد الشعب الى عبادة الله, وعندما فعل ذلك فقال الوحي الإلهي عنه, أنه قد عمل المستقيم في عيني الرب كما جاء في سفر الملوك الثاني ( وفي السنة الثالثة لهوشع بن ايلة ملك اسرائيل ملك حزقيا بن احاز ملك يهوذا. كان أبن خمس وعشرين سنة حين ملك وملك تسعا وعشرين سنة في أورشليم. وأسم أمه أبي أبنة زكريا. وعمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. هو أزال المرتفعات وكسر التماثيل وقطع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني إسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان )سفر ملوك الثاني ( 18: 1_4 ).
يوقدون لها تعني( يبخرون لها البسمة ويوقدون لها الشموع )
فبهذه الآيات يُعلمنا الله ان نزيل كل التماثيل والصور والأيقونات التي للمسيح والتي لغيره من القديسين والقديسات من أماكنها وأن نكسرها ونسحقها, أن أردنا أن نعمل المستقيم في عينيه, لأن هذه هي مشيئته.
وردنا على تمثالي الكروبين كالتالي أيضاً وهو :
أن الأمر بصناعة الكروبين (أي الملاكين ) في العهد القديم كان امر واضح ومباشر جاء من قبل الله موجهاً بالتحديد الى ( موسى النبي فقط ) ولم يكن الامر موجهاً الى كل الشعب لكي يصنعوا لهم تماثيل الكروبين او غيرهما.
واما بخصوص صناعة التماثيل والصور والايقونات التي للمسيح أو التي لغيره من القديسين أو القديسات, لا يوجد أي أمر مباشر أو غير مباشر جاء من قبل الله يأمر رجال الدين أو عامة الشعب بفعل ذلك.
ولقد كانا تمثالي الكروبين على تابوت العهد في قدس الأقداس داخل خيمة الاجتماع وكذلك الهيكل ( في زمن سليمان النبي ) ولم يكونا متاحين للشعب. وكان فقط من حق رئيس الكهنة أن يدخل الى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة, حيث كان تابوت العهد ليقدم كفارة عن خطاياه وعن خطايا شعب إسرائيل.
أما تماثيل وصور التي للقديسين أو التي للمسيح فتكون متواجدة في جميع أماكن العبادة كالكنائس والأديرة.
وتكون أيضاً في بيوت مئات الملايين من المسيحيين وفي أماكن العمل و تكون معلقة على الرقاب وفي السيارات وفي أماكن أخرى كقمم الجبال أوعلى التلال أو في مداخل القرى أوالمدن, فينحنون ويسجدون لها, ويبخرون ويصلون ويوقدون الشموع أمامها, ويتمسحون بها ويطلبون منها والخ.
وأيضاً في العهد الجديد لا يوجد اي رسول من رسل المسيح قام بصناعة تمثال أو صورة لأحد, ولا حتى المؤمنين في الكنيسة الأولى الذين جاءوا من بعد الرسل فعلوا ذلك.
ولقد كانت صناعة الكروبين في العهد القديم رمزاً لحقيقة معينة وفي العهد الجديد أنتهى ( الرمز ) بمجيء المرموز اليه .. فصارت عبادتنا روحية ( بالروح والحق ) كما جاء في الانجيل الذي دونه ( يوحنا 24:4).

ما هي نتائج كسر وصايا الله ؟
يخبرنا الكتاب المقدس أن لم نسمع لصوت الرب وأن لم نحرص أن نعمل بجميع وصاياه وفرائضة التي أوصانا بها, فسنصاب بلعنات كثيرة كما جاء في سفر التثنية ( 28: 15 _68 ) .


  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...