‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرشوة في الكتاب المقدس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرشوة في الكتاب المقدس. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 2 مايو 2017

ما هو المفهوم المسيحي عن الرشوة ؟



ما هو المفهوم المسيحي عن الرشوة ؟

 





المقدمة :


الرشوة هي ما يعطى لقضاء مصلحة, أو ما يعطى لإحقاق باطل أو لإبطال الحق, وللرشوة تسميات كثيرة وقد تختلف هذه التسميات من بلد لأخر, ومن تلك التسميات السهلة والمفهومةالتي تستخدم لتعطي المعنى والمفهوم نفسه . (الظرف, المقسوم, حق فنجان القهوة, من جوة العباية)الخ ....  

 

فالرشوة موجودة في مجتمعات كثيرة ومتغلغلة في المياديين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي مجالات كثيرة من مجالات الحياة. والرشوة أما تكون مبلغ من المال أو تكون على شكل هدايا لنفس الغرض. فهناك من يرشي ليحصل على وظيفة, أو لينجز معاملة, أو ليكسب التأييد للفوز في الأنتخابات, أو للفوز بالعقود, أو تدفع الرشوة لشهادة الزور, أو لتسهيل أي شأن من شؤون الحياة اليومية.

 

أما ما تسببه الرشوة من آثار مدمرة وتداعيات أخلاقية وانسانية مروعة فحدث ولا حرج, فـأنها تساهم في بث أخلاقيات فاسدة بين أبناء المجتمع تهدد كيان الدولة والمجتمع, مما تؤدي الى عواقب وخيمة  كأهدار المال العام وكتحطيم كل البنى الحياتية في المجتمع.

 

  أسباب قبول الرشوة؟

 

 هناك أسباب عديدة ومختلفة لقبول الرشوة, فمنها معيشية وأقتصادية ومنها سياسية وأمنية ومنها نفسية وأجتماعية ومنها بسبب الشخصية الضعيفة التي لا تصمد أمام المال, فعند أول أختبار لها, تسقط في هذا الشر ( شر الرشوة ).

 

 

 أياك أن تسمي الرشوة هدية!

 

فهناك من المرتشين من يوبخه ضميره, فيشعر بثقل الذنب الذي أرتكبه, فيلجأ الى أقناع نفسه بأن ما قبضه ليس رشوة وأنما هو هدية أو عطية أو أكرامية الى اَخر المبررات التي يعتقد أنها ستخفف من تأنيب ضميره. ولكن كل هذه المبررات لا تستطيع ان تخدع الضمير. وقد حذرنا الله من الرشوة التي تعطي تحت أسم الهدية, لأنها تفسد أساسات القوانين وتدمر الارض. كما جاء في سفر الأمثال ( الملك بالعدل يثبت الأرض والقابل الهدايا يدمرها )

 سفر الأمثال ( 4:29 ).  

 

 

 الفرق بين الهدية والرشوة 

 

اذا كانت الهدية تقدم كتلك التي تقدم في مناسبات الفرح ومراعات للواجبات الحياتية المعروفة فهي مطلوبة ومنتظرة وتقليد يعبر عن المشاعر الجميلة وعن الأحاسيس الرائعة التي يكنها كل طرف للآخر, والهدية في تلك المناسبات تعطي بلا مقابل ومن دون ان يطلبها الطرف الآخر. أما أن يكون المراد من الهدية هو الحصول على مقابل أو عوضاً عنها, فعند ذلك تنفي منها صفات الهدية وتتحول الى رشوة.

 

ومتلقي الهدية أو الأكرامية  لا يخشى من أن يعلم بأمرها الآخرين, بل العكس هو الصحيح, فمتلقي الهدية أو الأكرامية يفتخر بها أمام الجميع.

 

أما تلك التي تدفع في الخفاء وتموه حقيقتها خوفاً من أفتضاح أمرها, فلا يصح تسميتها هدية أو أكرامية بل الصفقة والرشوة بعينها. 

 

ماذا يخبرنا الكتاب المقدس بخصوص الرشوة؟   

 

في العهد القديم:

 

لقد أستخدمت الرشوة كوسيلة لإغراء دليلة زوجة شمشون الجبار, لكشف سر قوته بقصد إذلاله. كما جاء في سفر القضاة( فصعداليهاأقطاب الفلسطينيين وقالوا لها تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة وبما نتمكن فيه لكي نوثقه لإذلاله فنعطيكِ كل واحد الفا ومئة شاقل فضة )سفرالقضاة( 5:166 ).  

وبسبب الرشوة التي اغروا بها دليلة زوجة شمشون, فأصبحت نهاية شمشون الجبار نهاية مأساوية, حيث فقد قوته وقلعوا له عيناه واوثقوه بسلاسل وأصبح يطحن في بيت السجن وفي النهاية مات. 

 

وأيضاً لما شاخ صموئيل النبي , جعل أبنيه ( يوئيل , وأبيا ) قاضيين من قضاة إسرائيل ولم يسلك ابناه على نهجه, بل مالا وراء المكسب, واخذا رشوة وأفسدوا القضاء. كما جاء في سفر صموئيل الأول ( وكان لما شاخ صموئيل انه جعل بنيه قضاة لإسرائيل. وكان اسم ابنه البكر يوئيل واسم ثانيه أبيا كانا قاضيين في بئر سبع. ولم يسلك ابناه في طريقه بل مالا وراء المكسب واخذوا رشوة وعوجا القضاء )سفر صموئيل الأول (8: 1_33  ).  

 

  في العهد الجديد:

 

ضرب يهوذا الأسخريوطي أبشع مثال في أستخدام الرشوة كوسيلة من وسائل الشر, فقد أرتضى أن يسلم الرب يسوع بثلاثين من الفضة, مسلماً هو نفسه للشيطان . كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى ( وقال: ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم ؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه )متى( 26: 16,15 ). 

 

وأيضاً بعد قيامة الرب يسوع من الأموات, أجتمع قوم من الحراس مع شيوخ اليهود, وتشاوروا وأعطواالعسكر فضة كثيرة برشوتهم بها, حتى يدعوا أن تلاميذ الرب يسوع المسيح أتوا ليلاً وسرقوه. كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى( وفيما هما ذاهبان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين : قولوا ان تلاميذه اتو ليلاً وسرقوه ونحن نيام. واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم )متى ( 11:28_155 ).

 

 

 ما هي مشيئة الله بخصوص الرشوة؟  

 

فقد يعتبر الله الرشوة شراً, وقد وردت آيات كثيرة تحذر من هذا الشر. كما جاءت في الأسفار المقدسة. 

 

( ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً الجاعلين المر حلو والحلو مراً ) سفر أشعياء ( 20:55 ).

 

( الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصديقين فينزعونه منهم ) سفر أشعياء ( 23:5 ). 

 

( ابتعد عن كلام الكذب. ولاتقتل البريء والبار. لأني لا أبرر المذنب. ولا تاخذ رشوة. لان الرشوة تعمي المبصرين وتعوج كلام الابرار ) سفر الخروج ( 8,7:23 ).

 

( ملعون من يأخذ رشوة لكي يقتل نفس دم بريء. ويقول جميع الشعب امين ) سفر التثنية ( 25:27 ). 

 

( لان الرب الهكم هو اله الالهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة ) سفر التثنية ( 17:10 ).

 

ولقد أخبرنا الله أن المرتشين سيجلبوا لأنفسهم ولبيوتهم شر عظيم. كما جاء في سفر أيوب ( لان جماعة الفجار عاقر والنار تاكل خيام الرشوة ) سفر أيوب ( 34:15 ). 

 

ففي تعاليم الكتاب المقدس الرشوة مرفوضة رفضاً تاماً حتى ولو كانت في سبيل الحصول على الحق, فهي طبعاً رشوة لمن يأخذها, وتعتبر عملاً لا يرضى عنه الله لأنه يجعل الغير يتلقى الحرام. 

 

فالرشوة هي ضعف إيمان بالنسبة لمعطيها, لأن معطيها لا يثق في الرب بأنه سيعطيه حقه في الوقت المناسب, بل أنه يخالف وصايا الله. 

 

 

 الشبهات الموجودة حول الرشوة في الكتاب المقدس 

 

الشبهة الأولى:

 

كما جاءت في سفر الأمثال ( الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح )سفر الأمثال ( 17: 8 ). 

 

 

الشبهة الثانية:

 

كما جاءت في سفر الأمثال ( الهدية في الخفاء تفثا الغضب والرشوة في الحضن تفثا السخط الشديد ) سفر الأمثال ( 14:21 ) .

معنى تفثا هو تُهدء

   

فبهذه الآيتين يهاجمون الغير فاهمين لكلمة الله الكتاب المقدس, ويدعواان الله في المسيحية يوصي المؤمنين به على أخذ الرشوة.

 

فردنا على هذه الأدعائات هو يجب علينا أن ننظر الى المنهج الاخلاقي بصورة عامة للكتاب المقدس بخصوص الرشوة, والمنهج الأخلاقي بصورة خاصة لسفر الأمثال بخصوص الرشوة, وسنبين الحقيقة بخصوص هذه الأدعائات. 


فالمنهج الأخلاقي للكتاب المقدس بخصوص الرشوة على سبيل المثال لا الحصر. هو في سفر التثنية ( لا تحرف القضاء ولاا تنظر الى الوجوه ولا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي اعين الحكماءء وتعوج كلام الصديقين ) سفر التثنية ( 19:16 ). 

  

فأن هذه الآية تبين لنا أن الله يوصينا بعدم أخذ الرشوة. 



أما المنهج الأخلاقي بصورة خاصة لسفر الأمثال بخصوص الرشوة. هو ( الشرير يأخذ الرشوة من الحضن ليعوج طرق القضاء )سفرالأمثال ( 23:17 ). 

  

فهذه الآية أيضاً تبين لنا ان الله ينتقد من يأخذ الرشوة ويصفه بالشرير.

 

وأيضاً لقد جاء في نفس السفر (المولع بالكسب يكدر بيته. والكاره الهدايا يعيش ) سفر الأمثال ( 25:155 ).

 

فهذه الآيات تبين لنا منهجية الكتاب المقدس بصورة عامة وسفر الأمثال بصورة خاصة عن مشيئة الله حول الرشوة.

 

فقبل أن نفسر الآيات التي جاءت في سفر الأمثال يجب علينا أن نعرف أن سفرالأمث ال هو مكتوب لكي يتبنى قضايا الحكمة والسلوك, والحكمة في السلوك هي ان يسلك الانسان في مخافة الرب. 


السؤال هنا فهل الآيات التي جاءت في سفر الأمثال ( 8:17 ),( 14:21 ), تشجع على الرشوة؟ 


الجواب هو كلا, أن هذه الآيات لا تشجع على الرشوة, بل هي وصف خبري, فيوجد فرق كبير بين أن توصف حالة خبرية وبين أن تشجع على سلوك معين. فالآيات توصف وصف مؤسف للرشوة التي تعمله فينا, فالآيات ليست وصية أو أمر من الله لنا, بل الآيات توصف الواقع, أي وصف خبري. فسفر الأمثال أستخدم نفس المنهج في آيات مشابهة. كما جاء في ( 11:30 ) فمكتوب ( جيل يلعن أباه ولا يبارك أمه ).

 

 هل هنا في هذه الآية ان الله يأمر الجيل أو يوصي الجيل أن يلعن أباه وأن لا يبارك أمه؟ 

 

الجواب: كلا طبعاً, بل الله هنا يتأمل في خطايا الجيل.

 

فبالتالي هذه الآيات توصف الرشوة ومفعولها السيء, ولكن لا تشرعه أو تشجعه. فالكتاب المقدس بالكامل يقوم على تربية العقل وعلى تربية الضمير. فلذلك ان الله يرشد عقولنا وضمائرنا من خلال الكتاب المقدس ومن خلال روحه القدوس, حتى نستطيع أن نميز فعل الرشوة عن فعل الهدية. 


الخاتمة

 

دعونا نصلي لكي يحررنا الرب من قيود عبودية الرشوة والمصالح الخاصة, فماذا ننتفع لو ربحنا جولة وخسرنا حياة, أو ماذا ينفعنا لو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا. كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى (

لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه ؟ ) متى (16: 26 ). 


بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul

 

 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  



  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...