السبت، 5 ديسمبر 2020

قصة الفتاة الصينية ناوان

 

 

قصة الفتاة الصينية ناوان 

 

 



 
منذ زمان بعيد وفي أحدى القرى في الصين, كانت تعيش فتاة أسمها ناوان.
 

ولقد تزوجت ناوان وذهبت الى بيت حماتها, لتعيش مع زوجها في بيت أسرته, حسب عادة البلاد هناك.

 

ولم يمضي قليل من الوقت إلا وأكتشفت ناوان, بأن شخصية حماتها لا تتناسب مع شخصيتها, بل تختلف كل الأختلاف مع شخصيتها.

 

وبعد فترة من الزمن, أصبحت ناوان غير قادرة على العيش مع حماتها على الأطلاق.

بسبب معاملة حماتها السيئة لها. مما أدى هذا الى جدال وشجار مستمر بينهما. ولكن ما جعل الأمر أسوء, هو أنه حسب التقاليد الصينية, يجب على الكنة ( زوجة الأبن ) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء.

 

وبسبب الشجار المستمر بين ناوان وحماتها, سأت العلاقة بين ناوان وزوجها.

 

ولقد قررت ناوان أخيراً بأن تتخلص من حماتها, لكي تستطيع أن تعيش مع زوجها بسلام.

 

ففي اليوم التالي توجهت ناوان الى صديق حميم لوالدها, السيد هويانج, وهو عطار ( يبيع أعشاب طبية ) في القرية التي تعيش بها.

وأخبرته بكل الظروف التي تمر بها, وسألته, أن كان بأمكانه أن يعطيها بعض الأعشاب السامة, حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة والى الأبد.

 

ففكر السيد هويانج ملياً برهة من الزمن, وأخيراً قال: أنظري يا ناوان! سوف أساعدكِ على حل مشكلتكِ, ولكن عليكِ أن تنصتي لما سأقوله لكي وتطيعيني.

 

فردت عليه ناوان حاضر.

أنا سوف أفعل كل ما تقوله لي.

 

فدخل السيد هويانج الى الغرفة الداخلية لدكانه, ورجع بعد عدت دقائق حاملاً معه رزمة من الأعشاب.

 

وقال ل ناوان أنظري!

أنتي لا تستطيعين أن تستخدمي سم سريع المفعول لتتخلصي من حماتكِ.

لأن ذلك سوف يثيرشكوك أهل القرية.

 

لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسدها, وعليكِ أيضاً أن تعدي يومياً طعاماً لذيذاً لحماتكِ, وتضعين فيها القليل من الأعشاب.

 

وحتى لا يشك أحد بكِ, عندما تموت, عليكِ أن تتصرفي معها بمحبة.

 

فلا تجادليها ! وأطيعيها في كل ما تطلبه منكِ. أي عامليها وكأنها أمك.

 

ففرحت ناوان جداً وشكرت السيد هويانج. وأسرعت الى البيت لكي تبدأ خطة القتل لحماتها.

 

ومرت الأسابيع وتتابعت الشهور, وناوان تعد الطعام اللذيذ لحماتها كل يوم. وتعاملها كأنها أمها.

 

وبعد مرور ستة أشهر, تغير كل شيء في البيت. فقد بدأت ناوان تمارس ضبطها لغضبها من حماتها, حتى أنها وجدت نفسها, أنها لم تعد تتصرف بحماقة وبغضب مع حماتها.

 

وظلت ناوان لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدة ستة أشهر, وبدأت حماتها أيضاً تعاملها بحنان وطيبة وبدأت تحبها كأنها أبنتها, بل أصبحت حماتها تحكي لصديقاتها ولأقاربها, بأنه لا توجد كنة أفضل من ناوان.

 

وبدأت ناوان وحماتها يتعاملان معاً, كأم حقيقية مع أبنة حقيقية.

أما زوج ناوان أصبح سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.

 

ولكن ناوان كانت منزعجة من شيء ما.

 

فتوجهت الى السيد هويانج وقالت له : سيدي هويانج, أرجوك أن تساعدني, لتجعل السم الذي أعطيته لي أن لا يقتل حماتي!

 

لأنها قد تغيرت وأصبحت سيدة طيبة, وصرت أحبها كأنها أمي.

أنا لا أريدها أن تموت بسبب السم الذي وضعته لها في الطعام.

 

فأبتسم السيد هويانج وهز رأسه قليلاً ثم قال لها:

ليس هناك ما يثير أنزعاجك!

 

فأنا لم أعطيكِ سماً, فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السم الوحيد كان في ذهنكِ أنتي وفي مشاعرك تجاهها.

 ولكن كل هذا قد زال بالمحبة.

 

فالذي يزرعه الإنسان أياه يحصد. فقد قدمتي محبة لها ولقد حصدتيها.

 فبالمحبة تختفي المشاكل ويختفي الكره وروح الأنتقام. 

 

س/ إلا يحدث هذا الخصام في بيوتنا, بين أفراد عائلاتنا؟

 سواء بين الزوجين أو بين الكنة وحماتها, والخ.......

 

الجواب: نعم , المشاكل تحدث.

ولكن الحل لمشاكلنا هو المحبة!

 

 

 بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...