الأحد، 28 مايو 2023



السؤال / ما معنى قول المسيح : أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله؟

الإجابة : لقد قصد الرب يسوع المسيح له كل المجد من كلامه هذا, أن يتم فصل الدين عن السياسة, أي أن نعطي حق الله لله وحق القيصر ( الذي يمثل الدولة ) للقيصر.
فحق الله هو أن ندفع نحن العشور للكنيسة, وحق القيصر هو أن ندفع نحن الضرائب للدولة, وبهذه المقولة التي للمسيح ( أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله )التي ذكرت في إنجيل متى ( 22: 21 )وإنجيل مرقس ( 12: 17 )وإنجيل لوقا ( 20: 25 ) أستنار بها المسيحييون, ولم ينجح الغرب ذات الأغلبية المسيحية وتحديداً أوربا إلا حينما طبقوا كلام المسيح,أي عندما فصلوا في عصر النهضة الدين عن السياسة.
وقد يعتقد البعض بأن عندما تم فصل الدين عن السياسة في الغرب, قد تخلى الغرب عن إيمانه بالمسيح, وقد أنهارت كل قيمه الروحية والخ...
ولكن الحقيقة ليست كذلك, لأن عندما طبق الغرب تعاليم المسيح أي عندما أعطى الغرب حق الله لله ( أي بدفعهم العشور للكنيسة ) أستطاعوا أن ينشروا بشارة الإنجيل في كل مكان في العالم .
فبدفعهم العشور للكنيسة يتم سنوياً :
أولاً : دعم المبشرين ( أي المرسلين ) وعائلاتهم مادياً, مما يؤدى ذلك الى وصول البشارة الى أماكن وشعوب وقبائل لم تسمع بالمسيح ولا بعمله على الصليب أطلاقاً, سواء في أمريكا اللاتينية, أسيا, أفريقيا وأماكن أخرى عديدة.
ثانياً : يتم بناء المئات من الكنائس حول العالم, التي يتم تمجيد أسم الرب فيها.
ثالثاً : يتم طبع وترجمة عشرات الملايين من الكتب المسيحية سنوياً, كالكتاب المقدس وكتب مسيحية أخرى.
رابعاً : يتم تأسيس العشرات من الجامعات والكليات اللاهوتية حول العالم.
خامساً : يتم أقامة المئات من المؤتمرات المسيحية الخلاصية حول العالم.
سادساً : قد تستخدم العشور أيضاً في نشر بشارة الإنجيل الى جميع أقاصي الأرض عن طريق الميديا, مما جعلت كل هذه الأمور التي ذكرناها, أن تكون المسيحية أكبر أديان العالم أعتناقاً .
حيث تشكل المسيحية ثلث سكان العالم, أي يقدر عدد المسيحيين حسب أحصاءات 2015 ب 2,000,000,000 مليار و 400,000,000 مليون إنسان. فالمسيحية تعتبر حالياً عقيدة الأغلبية السكانية في 120 بلداً من أصل 190 بلداً مستقلاً في العالم .
هذا من ناحية, أما من ناحية أعطاء ما لقيصر لقيصر, أي عندما أعطى الغرب حق القيصر لقيصر ( أي بدفعهم الضرائب للدولة ) أستطاعت الدول ( الحكومات ) من تقديم خدمات كثيرة لمواطنيها كبناء المدارس والمستشفيات والطرقات والحدائق والجسور والبنى التحتية الأخرى .
وأيضاً أستطاعت توظيف موظفين في قطاعات كثيرة التي يقومون بدورهم بخدمة المواطنين كالمدرسين والمهندسين والأطباء والممرضين والخ ....
وأيضاً تقوم هذه الدول أو الحكومات التي تأخذ الضرائب من شعوبها بتقديم خدمات مجانية كما هو حاصل في المستشفيات الحكومية التي يُعالج فيها المواطنون بالمجان, وجعلت هذه الدول الحضانات,المدارس والجامعات شبه مجانية والخ....
وختاماً نقول : فبفضل تعليم الرب يسوع المسيح حينما قال ( أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) أنتشرت بشارة الإنجيل ومازالت تنتشر الى يومنا هذا, وأيضاً أصبحت الشعوب التي تطبق هذه التعاليم من أكثر الشعوب رفاهية وأصبحت بلدانهم من أرقى البلدان في العالم .


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...