الثلاثاء، 2 مايو 2017

ما هو المفهوم المسيحي عن الحسد ؟

 
 
ما هو المفهوم المسيحي عن الحسد؟






المقدمة:
 

الحسد وضربة العين:
 
 
ما هو الحسد وما هي ضربة العين ( العين الشريرة )؟ 
 
 
قبل كل شيء يجب علينا أن نفرق بين الحسد وبين ضربة العين.
 
لأن أغلبية الناس يعتقدون بأن الحسد هو ضربة العين ولكن الحقيقة ليست كذلك.وبنعمة المسيح سنشرح ذلك.
 
 
الحسد: هو غيرة مع حقد, فالغيرة مع الحقد يسمى حسد.
 
 
 
ماذا يخبرنا الكتاب المقدس عن الحسد ؟
 
 
فلقد أخبرنا الوحي الإلهي في الكتاب المقدس بكلا عهديه القديم والجديد بأنه يوجد حسد ( اي يوجد ناس تغار من ناس وناس تحقد على ناس ).
 
 
امثلة على ذلك:
 
 
في العهد القديم:
 
 
نرى بأن اخوه يوسف حسدوه.كما جاء في سفر التكوين( 37: 3_28 ). 
 
 
 
في العهد الجديد:
 
 
 
نرى أيضاً أن كهنة اليهود حسدو المسيح وقدموه للصلب.
 
 
كما هو موضح في الآيات أدناه. 
 
( فوقف يسوع امام الوالي. فساله الوالي: اانت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «انت تقول». وبينما كان رؤساء الكهنة والشيوخ يشتكون عليه لم يجب بشيء. فقال له بيلاطس: «اما تسمع كم يشهدون عليك؟» فلم يجبه ولا عن كلمة واحدة حتى تعجب الوالي جدا. وكان الوالي معتادا في العيد ان يطلق للجمع اسيرا واحدا من ارادوه. وكان لهم حينئذ اسير مشهور يسمى باراباس. ففيماا هم مجتمعون قال لهم بيلاطس: «من تريدون ان اطلق لكم؟؟ باراباس ام يسوع الذي يدعى المسيح؟» لأنه علم أنهم اسلموه حسداً )متى ( 27: 11 _ 188 ).
 
فقد تبين لنا من خلال هذه الآيات بأنه يوجد حسد ( غيرة وحقد ).
 
 
 
 
فالسؤال هو ماذا ينبغي علينا أن نفعل مع هؤلاء الناس ( الحساد )؟ 
 
 
 
قبل كل شيء ينبغي علينا أن نصلي من أجل هؤلاء الناس لكي الرب يحررهم من هذه الخطيئة ( الغيرة والحقد )وان نغفر لهم كما قال الرب في الانجيل الذي دونه متى( فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي. وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلاتكم )متى ( 6 : 14 و15 ).
 
 
وينبغي علينا أيضاً ان نصلي ونطلب من الرب ان يحمينا من شرهم ومكائدهم ومؤامراتهم بسبب قلوبهم الشريرة, ك أخوة يوسف لما حسدوه رموه في البئر ثم باعوه كعبد وكانوا على وشك أن يقتلوه. 
 
وككهنة اليهود لما حسدوا الرب يسوع المسيح تأمروا عليه وقدموه للصلب. 
 
فينبغي علينا أن نكون حكماء بتعاملنا معهم, لكي لا نجلب لنا المشاكل. 
 
 
 
 
ما هي نتيجة هذه الخطيئة ( الحسد ) للأنسان الحسود ؟؟؟
 
 
لقد أخبرنا الوحي الإلهي عن ما تفعله هذه الخطيئة بالأنسان الحسود في سفر الأمثال ( حياة الجسد هدوء القلب ونخر العظام الحسد )سفر الأمثال ( 14: 30 ).
 
 
أي أن الانسان الحسود ( الذي يغار من الناس والذي يحقد عليهم ) يعيش في تعاسة وتعب نفسي وجسدي بسبب هذه الخطيئة الموجودة في داخله. 
 
 
فأن كنت من الأشخاص الذين يحسدون الآخرين ( اي يغار من الاخرين ويحقد عليهم )  فتب لكي لا تبقى في تعاسة وتعب دائمي.
 
 
وأيضاً لكي لا توقع نفسك بمشاكل كما اوقع أخوة يوسف أنفسهم بمشاكل. 
 
 
 
 
والآن سنتكلم عن ضربة العين.
 
 
 
الذي تكلمنا عنه سابقاً كان فقط الحسد, اي (غيرة مع الحقد ) وليس عن ضربة العين.
 
 
ضربةالعين:
 
 
 
هي العين الشريرة التي تصيب شخص ما, أو شيء ما بمكروه وأيضاً هي العين التي تعطل البركة الآتية للأنسان.
 
 
وهذا التعريف حسب أعتقاد الناس الذين يؤمنون بضربة العين.
 
 
 
 
لماذا تؤمن بعض الشعوب بضربة العين ؟ 
 
( 1 ) بسبب العقائد الدينية والتقاليد التي تربوا عليها.
 
 
( 2 ) بسبب اختلاطهم بمجتمعات تؤمن بهذه الامور كقولهم ان العين حق وما شابه ذلك, مما قد يؤدي بهم الإيمان بهكذا امور الى الخوف والفزع من الناس الذين يظنون ان عينهم تصيب. 
 
 
 
 
س/ فهل نحن كمسيحيين يجب عليناأن نؤمن بضربة العين وأن نخاف من الذين عينهم تصيب ؟؟؟
   
الجوب:كلا!
 
 
 
الان سنتكلم ونبين عن عدم وجود شيء أسمه ضربة العين أو العين التي تصيب, من ناحيتين:
 
 
 
( 1 ) من الناحية الروحية الإيمانية.
 
( 2 ) من الناحية الجسدية العقلية.
 
 
 
من الناحية الروحية الإيمانية يخبرنا الوحي الإلهي في الكتاب المقدس أن الله هو ضابط للكل وأنه المهيمن على كل شيء. كما جاء في الانجيل الذي دونه متى ( اليس عصفوران يباعان بفلس؟ وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم. واما انتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة ). 
 
 
فتبين لنا هذه الآيات بأن الله هو المهيمن والمسيطر على كل شيء وأن الإنسان لا يستطيع حتى أن يصطاد عصفور إلا بمشية الله وعلمه. وأن الله يعرف كل تفاصيل حياتنا مهما كانت( كثيرة, قليلة, كبيرة, صغيرة ) بحيث حتى شعر رؤوسنا محصى. لذلك يأمرنا الله على أن لا نخاف من شيء لأنه وعد بحمايتنا. 
 
 
وأيضاً يوجد في الكتاب المقدس قصص و وعود كثيرة تخبرنا وتعلمنا بأن الله قادر على انقاضنا وحمايتنا.
 
 
من الناحية الجسدية العقلية فلوا كان بالفعل يوجد أناس عينهم شريرة وتصيب الناس والأشياء بمكروه لكانت الدول والحكومات بدلاً من ان تصرف المليارات من الدولارات لصناعة الأسلحة أو لشرائها أو لتدريب الجيوش والأجهزة الأمنية لكانت أهتمت بمثل هؤلاء الأشخاص لكي يستخدموهم في الحروب. كأخذهم لهؤلاء الأشخاص الى جبهات القتال وبمجرد ما أن ينظروا أو يقولوا كلام عن طائرات اوالدبابات او عن جنود العدو لسقطت الطائرات وانصهرت الدبابات ولماتوا الجنود والخ .....
 
 
وأيضاً لكانوا الأرهابيين بدلاً من تفخيخ أنفسهم وتفخيخ السيارات والطائرات والمطارات ومحطات ميترو الأنفاق والمجمعات التجارية لغرض قتل وارهاب الناس ولغرض اسقاط الحكومات في عملياتهم الأرهابية, لكانوا أستخدموا هؤلاء الأشخاص وبمجرد ما أن ينظروا أو يتكلموا عن السيارات أو الطائرات أو المطارات أو محطات ميتروا الأنفاق أو المجمعات التجارية لتفجرت كل هذه الأشياء ولأصبحت كوارث عالمية والخ .....
 
 
فكلمة ضربة العين أو العين التي تصيب هي كلمة شيطانية وأكذوبة شيطانية, استطاع بها الشيطان على مر العصور خداع الملايين من البشر لكي يخيفهم ويرعبهم ويقودهم الى عمل الخطيئة بدون ما يعلموا بذلك.
 
 
 
 
ما هي خطورة تصديق هذه الأكذوبة؟
 
 
 
فبمجرد تصديق هذه الأكذوبة الشيطانية ( أكذوبة في أناس عينهم تصيب ) فأننا 

أولاً: نقول لله أنت إله كاذب وضعيف لأنك وعدت بأن تحمينا ولاكنك لم تفعل ذلك, وأن عيون الناس التي تصيب أقوى منك لذلك نحن تمرضنا أو فشلنا أو خسرنا كذا وكذا أو تدمرت حياتنا والخ .....
 
 
 
 
ثانياً: أننا سوف لا نشهد للخير الذي يأتي من الله ك ( مال, أعمال,أطفال,منصب ) خوفاً من ضربة العين. 
 
 
 
ثالثاً: سنضطر أن نكذب على الناس الذين نظن ان عينهم تصيب ونتظاهر بأننا مرضى أوحزانى أوفقراء أوفاشلين في أعمالنا وفي دراستنا والخ ....  خوفاً من عينهم. 
 
 
 
 
رابعاً: عندما نؤمن بأن عين شخص ما قد اصابتنا بمكروه ما كالمرض, أو كالفشل في العمل, أو كالفشل في الدراسة, أو كالفشل في العلاقات الاجتماعية كفصخ الخطوبة, أو كالمشاكل العائلية, أو كتكسر أو تمزق شيء نملكه, أو كعدم حصولنا على الشيء التي كنا نتمناه الذي كان من نصيبنا والخ... فسنكره هذا الإنسان وسنتكلم عليه بالسوء. فبدلاً من أن نكون محبين متحديين سنكون كارهين متفرقيين, وهذا ما يريده الشيطان أن نفعله, أي ان نكره بعضنا البعض. 
 
 
 
  
خامساً: عندما نصدق هذه الأكذوبة فسنعطي للشيطان سلطان ليقيدنا بقيود كثيرة كالخوف والكذب والكره فبدلاً من ان نكون صادقيين ومحبين سنكون خائفين كاذبين كارهين وبسبب هذه الخطايا لن ننجح وسنخسر بركات كثيرة يريد الله ان يباركنا بها. وسنخسر أعظم شيء وهو الحياة الآبدية. كما جاء في الانجيل. 
 
 
( وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي هو الموت الثاني )سفر الرؤيا ( 21: 8 ).
 
 
 
( كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه ) رسالة يوحنا الاولى ( 3: 15 ).
 
 
 
 
 
الخاتمة:
 
 
فالنتيجة هي ان الحسد موجود اي يوجد ناس تغار من ناس وتحقد على ناس, وقد تقودهم غيرتهم ويقودهم حقدهم الى تدبير مكائد ومؤامرات للآخرين. ولكن لا يوجد ناس عينهم تصيب. 
 
 
فبتصديقنا لهذه الأكذوبة الشيطانية يعني أن الشيطان قد نجح في خطته.
 
 لذلك يجب علينا نحن المسيحيين ان لا نصدق هذه الأكذوبة أبداً, ويجب علينا أيضاً ان نخبر الناس عن هذه الأكذوبة لكي لا يصدقوها, حتى لا يقيدهم الشيطان بالخوف والقلق جاعلاً منهم كارهين وكاذبين ومتفرقين, بل ليعيشوا بسلام صادقين محبين متحدين مع بعضهم البعض.
 

 
بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul
 

 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  





 

ما هو المفهوم المسيحي عن الرشوة ؟



ما هو المفهوم المسيحي عن الرشوة ؟

 





المقدمة :


الرشوة هي ما يعطى لقضاء مصلحة, أو ما يعطى لإحقاق باطل أو لإبطال الحق, وللرشوة تسميات كثيرة وقد تختلف هذه التسميات من بلد لأخر, ومن تلك التسميات السهلة والمفهومةالتي تستخدم لتعطي المعنى والمفهوم نفسه . (الظرف, المقسوم, حق فنجان القهوة, من جوة العباية)الخ ....  

 

فالرشوة موجودة في مجتمعات كثيرة ومتغلغلة في المياديين السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وفي مجالات كثيرة من مجالات الحياة. والرشوة أما تكون مبلغ من المال أو تكون على شكل هدايا لنفس الغرض. فهناك من يرشي ليحصل على وظيفة, أو لينجز معاملة, أو ليكسب التأييد للفوز في الأنتخابات, أو للفوز بالعقود, أو تدفع الرشوة لشهادة الزور, أو لتسهيل أي شأن من شؤون الحياة اليومية.

 

أما ما تسببه الرشوة من آثار مدمرة وتداعيات أخلاقية وانسانية مروعة فحدث ولا حرج, فـأنها تساهم في بث أخلاقيات فاسدة بين أبناء المجتمع تهدد كيان الدولة والمجتمع, مما تؤدي الى عواقب وخيمة  كأهدار المال العام وكتحطيم كل البنى الحياتية في المجتمع.

 

  أسباب قبول الرشوة؟

 

 هناك أسباب عديدة ومختلفة لقبول الرشوة, فمنها معيشية وأقتصادية ومنها سياسية وأمنية ومنها نفسية وأجتماعية ومنها بسبب الشخصية الضعيفة التي لا تصمد أمام المال, فعند أول أختبار لها, تسقط في هذا الشر ( شر الرشوة ).

 

 

 أياك أن تسمي الرشوة هدية!

 

فهناك من المرتشين من يوبخه ضميره, فيشعر بثقل الذنب الذي أرتكبه, فيلجأ الى أقناع نفسه بأن ما قبضه ليس رشوة وأنما هو هدية أو عطية أو أكرامية الى اَخر المبررات التي يعتقد أنها ستخفف من تأنيب ضميره. ولكن كل هذه المبررات لا تستطيع ان تخدع الضمير. وقد حذرنا الله من الرشوة التي تعطي تحت أسم الهدية, لأنها تفسد أساسات القوانين وتدمر الارض. كما جاء في سفر الأمثال ( الملك بالعدل يثبت الأرض والقابل الهدايا يدمرها )

 سفر الأمثال ( 4:29 ).  

 

 

 الفرق بين الهدية والرشوة 

 

اذا كانت الهدية تقدم كتلك التي تقدم في مناسبات الفرح ومراعات للواجبات الحياتية المعروفة فهي مطلوبة ومنتظرة وتقليد يعبر عن المشاعر الجميلة وعن الأحاسيس الرائعة التي يكنها كل طرف للآخر, والهدية في تلك المناسبات تعطي بلا مقابل ومن دون ان يطلبها الطرف الآخر. أما أن يكون المراد من الهدية هو الحصول على مقابل أو عوضاً عنها, فعند ذلك تنفي منها صفات الهدية وتتحول الى رشوة.

 

ومتلقي الهدية أو الأكرامية  لا يخشى من أن يعلم بأمرها الآخرين, بل العكس هو الصحيح, فمتلقي الهدية أو الأكرامية يفتخر بها أمام الجميع.

 

أما تلك التي تدفع في الخفاء وتموه حقيقتها خوفاً من أفتضاح أمرها, فلا يصح تسميتها هدية أو أكرامية بل الصفقة والرشوة بعينها. 

 

ماذا يخبرنا الكتاب المقدس بخصوص الرشوة؟   

 

في العهد القديم:

 

لقد أستخدمت الرشوة كوسيلة لإغراء دليلة زوجة شمشون الجبار, لكشف سر قوته بقصد إذلاله. كما جاء في سفر القضاة( فصعداليهاأقطاب الفلسطينيين وقالوا لها تملقيه وانظري بماذا قوته العظيمة وبما نتمكن فيه لكي نوثقه لإذلاله فنعطيكِ كل واحد الفا ومئة شاقل فضة )سفرالقضاة( 5:166 ).  

وبسبب الرشوة التي اغروا بها دليلة زوجة شمشون, فأصبحت نهاية شمشون الجبار نهاية مأساوية, حيث فقد قوته وقلعوا له عيناه واوثقوه بسلاسل وأصبح يطحن في بيت السجن وفي النهاية مات. 

 

وأيضاً لما شاخ صموئيل النبي , جعل أبنيه ( يوئيل , وأبيا ) قاضيين من قضاة إسرائيل ولم يسلك ابناه على نهجه, بل مالا وراء المكسب, واخذا رشوة وأفسدوا القضاء. كما جاء في سفر صموئيل الأول ( وكان لما شاخ صموئيل انه جعل بنيه قضاة لإسرائيل. وكان اسم ابنه البكر يوئيل واسم ثانيه أبيا كانا قاضيين في بئر سبع. ولم يسلك ابناه في طريقه بل مالا وراء المكسب واخذوا رشوة وعوجا القضاء )سفر صموئيل الأول (8: 1_33  ).  

 

  في العهد الجديد:

 

ضرب يهوذا الأسخريوطي أبشع مثال في أستخدام الرشوة كوسيلة من وسائل الشر, فقد أرتضى أن يسلم الرب يسوع بثلاثين من الفضة, مسلماً هو نفسه للشيطان . كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى ( وقال: ماذا تريدون ان تعطوني وانا اسلمه اليكم ؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة. ومن ذلك الوقت كان يطلب فرصة ليسلمه )متى( 26: 16,15 ). 

 

وأيضاً بعد قيامة الرب يسوع من الأموات, أجتمع قوم من الحراس مع شيوخ اليهود, وتشاوروا وأعطواالعسكر فضة كثيرة برشوتهم بها, حتى يدعوا أن تلاميذ الرب يسوع المسيح أتوا ليلاً وسرقوه. كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى( وفيما هما ذاهبان اذا قوم من الحراس جاءوا الى المدينة واخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين : قولوا ان تلاميذه اتو ليلاً وسرقوه ونحن نيام. واذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود الى هذا اليوم )متى ( 11:28_155 ).

 

 

 ما هي مشيئة الله بخصوص الرشوة؟  

 

فقد يعتبر الله الرشوة شراً, وقد وردت آيات كثيرة تحذر من هذا الشر. كما جاءت في الأسفار المقدسة. 

 

( ويل للقائلين للشر خيراً وللخير شراً الجاعلين الظلام نوراً والنور ظلاماً الجاعلين المر حلو والحلو مراً ) سفر أشعياء ( 20:55 ).

 

( الذين يبررون الشرير من اجل الرشوة واما حق الصديقين فينزعونه منهم ) سفر أشعياء ( 23:5 ). 

 

( ابتعد عن كلام الكذب. ولاتقتل البريء والبار. لأني لا أبرر المذنب. ولا تاخذ رشوة. لان الرشوة تعمي المبصرين وتعوج كلام الابرار ) سفر الخروج ( 8,7:23 ).

 

( ملعون من يأخذ رشوة لكي يقتل نفس دم بريء. ويقول جميع الشعب امين ) سفر التثنية ( 25:27 ). 

 

( لان الرب الهكم هو اله الالهة ورب الارباب الاله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة ) سفر التثنية ( 17:10 ).

 

ولقد أخبرنا الله أن المرتشين سيجلبوا لأنفسهم ولبيوتهم شر عظيم. كما جاء في سفر أيوب ( لان جماعة الفجار عاقر والنار تاكل خيام الرشوة ) سفر أيوب ( 34:15 ). 

 

ففي تعاليم الكتاب المقدس الرشوة مرفوضة رفضاً تاماً حتى ولو كانت في سبيل الحصول على الحق, فهي طبعاً رشوة لمن يأخذها, وتعتبر عملاً لا يرضى عنه الله لأنه يجعل الغير يتلقى الحرام. 

 

فالرشوة هي ضعف إيمان بالنسبة لمعطيها, لأن معطيها لا يثق في الرب بأنه سيعطيه حقه في الوقت المناسب, بل أنه يخالف وصايا الله. 

 

 

 الشبهات الموجودة حول الرشوة في الكتاب المقدس 

 

الشبهة الأولى:

 

كما جاءت في سفر الأمثال ( الهدية حجر كريم في عيني قابلها حيثما تتوجه تفلح )سفر الأمثال ( 17: 8 ). 

 

 

الشبهة الثانية:

 

كما جاءت في سفر الأمثال ( الهدية في الخفاء تفثا الغضب والرشوة في الحضن تفثا السخط الشديد ) سفر الأمثال ( 14:21 ) .

معنى تفثا هو تُهدء

   

فبهذه الآيتين يهاجمون الغير فاهمين لكلمة الله الكتاب المقدس, ويدعواان الله في المسيحية يوصي المؤمنين به على أخذ الرشوة.

 

فردنا على هذه الأدعائات هو يجب علينا أن ننظر الى المنهج الاخلاقي بصورة عامة للكتاب المقدس بخصوص الرشوة, والمنهج الأخلاقي بصورة خاصة لسفر الأمثال بخصوص الرشوة, وسنبين الحقيقة بخصوص هذه الأدعائات. 


فالمنهج الأخلاقي للكتاب المقدس بخصوص الرشوة على سبيل المثال لا الحصر. هو في سفر التثنية ( لا تحرف القضاء ولاا تنظر الى الوجوه ولا تاخذ رشوة لان الرشوة تعمي اعين الحكماءء وتعوج كلام الصديقين ) سفر التثنية ( 19:16 ). 

  

فأن هذه الآية تبين لنا أن الله يوصينا بعدم أخذ الرشوة. 



أما المنهج الأخلاقي بصورة خاصة لسفر الأمثال بخصوص الرشوة. هو ( الشرير يأخذ الرشوة من الحضن ليعوج طرق القضاء )سفرالأمثال ( 23:17 ). 

  

فهذه الآية أيضاً تبين لنا ان الله ينتقد من يأخذ الرشوة ويصفه بالشرير.

 

وأيضاً لقد جاء في نفس السفر (المولع بالكسب يكدر بيته. والكاره الهدايا يعيش ) سفر الأمثال ( 25:155 ).

 

فهذه الآيات تبين لنا منهجية الكتاب المقدس بصورة عامة وسفر الأمثال بصورة خاصة عن مشيئة الله حول الرشوة.

 

فقبل أن نفسر الآيات التي جاءت في سفر الأمثال يجب علينا أن نعرف أن سفرالأمث ال هو مكتوب لكي يتبنى قضايا الحكمة والسلوك, والحكمة في السلوك هي ان يسلك الانسان في مخافة الرب. 


السؤال هنا فهل الآيات التي جاءت في سفر الأمثال ( 8:17 ),( 14:21 ), تشجع على الرشوة؟ 


الجواب هو كلا, أن هذه الآيات لا تشجع على الرشوة, بل هي وصف خبري, فيوجد فرق كبير بين أن توصف حالة خبرية وبين أن تشجع على سلوك معين. فالآيات توصف وصف مؤسف للرشوة التي تعمله فينا, فالآيات ليست وصية أو أمر من الله لنا, بل الآيات توصف الواقع, أي وصف خبري. فسفر الأمثال أستخدم نفس المنهج في آيات مشابهة. كما جاء في ( 11:30 ) فمكتوب ( جيل يلعن أباه ولا يبارك أمه ).

 

 هل هنا في هذه الآية ان الله يأمر الجيل أو يوصي الجيل أن يلعن أباه وأن لا يبارك أمه؟ 

 

الجواب: كلا طبعاً, بل الله هنا يتأمل في خطايا الجيل.

 

فبالتالي هذه الآيات توصف الرشوة ومفعولها السيء, ولكن لا تشرعه أو تشجعه. فالكتاب المقدس بالكامل يقوم على تربية العقل وعلى تربية الضمير. فلذلك ان الله يرشد عقولنا وضمائرنا من خلال الكتاب المقدس ومن خلال روحه القدوس, حتى نستطيع أن نميز فعل الرشوة عن فعل الهدية. 


الخاتمة

 

دعونا نصلي لكي يحررنا الرب من قيود عبودية الرشوة والمصالح الخاصة, فماذا ننتفع لو ربحنا جولة وخسرنا حياة, أو ماذا ينفعنا لو ربحنا العالم وخسرنا أنفسنا. كما جاء في الأنجيل الذي دونه متى (

لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه ؟ ) متى (16: 26 ). 


بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul

 

 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  



ما هو المفهوم المسيحي عن الوشم ؟




ما هو المفهوم المسيحي عن الوشم ؟






الوشم 

 لقد ذكر الوشم في الكتاب المقدس في سفر اللاويين ( 28:19 ).
وسفر اللاويين هو السفر الذي يختص بشرائع ووصايا الله لشعب إسرائيل قبل دخولهم ارض الموعد فيقول ( لا تجرحوا أجسادكم لميت. وكتابة وسم لا تجعلوا فيكم. انا الرب ).
 

الخلفية التاريخية: 

الخلفية التاريخية وراء هذا الجزء الكتابي الذي في سفر اللاويين ( 19: 28 ). 

هو أن الشعب الإسرائيلي في القديم كان في ما بين فترتين هما العبودية في مصر ودخوله الى ارض كنعان . ففي الفترة الأولى كان الوشم سائداً بين المصريين ولا سيما النساء الحوامل إشارةً الى الخصوبة.
 

بينما في كنعان فبدلاً من أستخدام الحبر في الوشم, كانواالناس يجرحون أجسادهم بصنع علامات جارحة بأدوات حادة لكي لا تزول من أجسادهم حزناً ونوحاً على موتاهم. 

وأيضاً كانت لديهم عادة في وشم أجسادهم بأسماء الهتهم أو بأشكالها أو برموزها أكراماً لها أو للتبرك بها. 

لذلك منع الله شعبهُ من عمل الوشم, لكي يحفظ الشعب نفسهُ طاهراً أمامه, ولكي لا يختلط بالأمم الوثنية. 
 

وأما في عصرنا هذا. فأن الوشم يستخدم لأسباب عديدة ليس شرطاًأن يختص الوشم بوثن أو صنم, إلا أنه يعبر عن أنتماء معين لمجموعة معينةأو لفكر خاص.

ولكن الأنجيل يعلمنا أن أنتمائنا هو للمسيح,  كما جاء في رسالة بطرس الأولى ( وأما أنتم فجنس مختار,
وكهنوت ملوكي, أمة مقدسة, شعب أقتناء, لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب ). 

رسالة بطرس الأولى ( 9:2 ). 

 وهذا يتفق مع قلب الوصية التي جاءت في سفر اللاويين ( 19: 28 ).التي تعني الانفصال عن ممارسات العالم التي لا تنتمي الى تعاليم المسيح.

ولقد أخبرنا الله أيضاً بأن أجسادنا ليست ملك لنا حتى نتصرف بها كما يحلوا لنا, بل هي هيكل لروحه ( الروح القد
س ), وان الله قد أستأمننا عليها لغرض تمجيده. 

كما جاء في رسالة كورنثوس الأولى ( أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله, وانكم لستم لانفسكم ؟ لأنكم قد اشتريتم بثمن. فمجدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله )
رسالة كورنثوس الأولى( 6: 20,19 ). 
 
 

لماذا يوشم الناس أجسادهم ؟
 
 
أولاً: التقليد الأعمى لأهل الفن أو للمشاهير , سواء كانوا من الفنانيين أو من  الممثليين أو من الرياضيين  والخ.... 
 

أما الوحي الألهي يخبرنا على فم الرسول بولس فيقول ( فأطلب إليكم أيها الاخوة برأفة الله ان تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية . ولا تشاركوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ) رسالة بولس الرسول الى اهل رومية ( 2: 12,11 ). 

ثانياً: لتجميل الجسد أو لأظهار القوة والصلابة لكي يفتخروا بجمال أجسادهم أو بقوتهم, حيث يظن الواهمون انه يعبر عن قوة الشخصية, خصوصاً إذا كان الوشم عبارة عن صور مرعبة كالجماجم والعقارب والأفاعي وما شابه. 
 

أما نحن كمسيحيين يجب علينا أن نقول مع الرسول بولس ( وأما من جهتي, فحاشا لي ان أفتخر, إلا بصليب ربنا يسوع المسيح, الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم ) رسالة الى اهل غلاطية ( 6: 14 ).

ويخبرنا الكتاب المقدس أيضاً عندما نريد أن نفتخر نفتخر بالرب. كما جاء في رسالة كورنثوس الثانية ( واما من افتخر فليفتخر بالرب ) كورنثوس الثانية (10: 17 ). 
 

ثالثاً: لأتباع موضة دارجة أو للتعبير عن الحب, فيكتب أحدهم أسم حبيبه أو أحد حروف أسمه أو يرسم صورته كدلالة على الحب الجارف والتأكيد على الأرتباط الأبديي. 

ولكن قبل أن نوشم نحن أجسادنا يجب علينا أن نتذكر أن مشاعرنا قد تكون أقصر عمراً من الوشم الذي نريد عمله في أجسادنا. 

رابعاً: لأظهار مقاييس دينية حيث يوجد أناس يوشمون أجسادهم بصور أو بأسماء أو برموز تدل على أنتمائهم الديني,
وهنالك أيضاً من المسيحيين الذين يوشمون أجسادهم بأيات من الكتاب المقدس أو بصور للصليب أو للرب يسوع أو لمريم العذراء أو لقديسيين أو ما شابه ذلك, ليظهروا إيمانهم ومعتقداتهم متناسين أن الرب قد حذر من الوشم, وان الرب لا ينظر الى الجسد بل الى القلب, اي أن نعيش حسب مشيئته بدلاً من وشم أجسادنا. 

وهنالك أسباب عديدة  تكاد لا تحصى, تجعل الناس أن يوشموا أجسادهم. وقد أخبرنا الله في سفر الأمثال (أفكار المجتهد إنما هي للخصب, وكل عجول إنما للعوز ) سفر الأمثال ( 21: 5 )

في معظم الأحيان يستعجل الناس في وشم أجسادهم, لكن هذا القرار المتسرع قد يكون له اثر طويل الامد في علاقاتهم الشخصية وفي حياتهم المهنية, على سبيل المثال لا الحصر فهناك الكثير من أصحاب العمل لا يفضلون توظيف من لديهم وشم. 
 

معلومات قد تفيدك !


أولاً: أن إزالة الوشم عملية مكلفة ومؤلمة, بالأضافة الى التكلفة الماديةالباهضة التي تنفق لرسم الوشم.
 

ثانياً: قد أظهرت الأحصائيات بأن في الأونة الأخيرة لقد أزدهرت تجارة إزالة الوشم, بسبب ندم الواشمون وأقبالهم على أجراء عمليات لإزلة الوشم.
 
 

 
 
ثالثاً: يفقد الشخص الواشم أمكانية التبرع بالدم لمدة عام بعد عملية الوشم.
 
 

تحذيرات طبية !

لقد أثبتت الدراسات بأن للوشم عواقب صحية وخيمة على الجسد, فهو يعرض دم الانسان للتلوث عند ثقب الجلد, ويصبح الانسان عرضة لفيروسات خطيرة كالإصابات البكتيرية وفيروس التهاب الكبد( وفيروس التهاب الكبد هو الفيروس الذي يمكن أن يعيش داخل الجسد لعقود طويلة من دون أن تظهر على المصاب أية اعراض, ثم يعود ويظهر بعد حين ).
وكذلك يسبب الوشم أمراض جلدية( كالزهري, وسرطان الجلد والصدفية والحساسية والندبات والتقرحات ). 
 
وقد يسبب السل والتسمم والايدز والأصابات الجرثومية.
 
 
 



بقلم/ الأخ جوني بولا Brother Johnny Paul


 ( مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا )

إنجيل متى ( 10 : 8 )

ملاحظة: بأمكان أي شخص نشر المقالة على صفحات الفيس بوك أو على المواقع الألكترونية الأخرى, وحتى عمل منها فيديوهات على اليوتيوب.  





  ما هو المفهوم المسيحي عن التماثيل والصور ؟ المقدمة : ماذا يخبرناالكتاب المقدس عن صناعة التماثيل والصور, وعن عبادتهن أو عن أشراكهن في العبا...